حول مسيرة البطون الخاوية إلى عدن.

اسوأ ما تكشف عنه هذه المسيرة هو ميل البعض إلى الاعتراض على مبدا الحرية..

كل فرد له الحرية في ممارسة أي عمل لا يكون فيه اعتداء على الغير ..ولا يحق للغير الاعتراض على فعل لا ينال منه ومن حقوقه..

الذين قرروا المسيرة إلى عدن ..لم يعتدوا على أحد ..فهم أحرار فيما يفعلونه ..ويتحملون وحدهم تبعات هذه المخاطرة ..وهم يتوقعون بعضا منها سلفا..

وإن تماهى مع سلوكهم هذا خطاب الانقلابيين في صنعاء فهذا لا يعني أنهم اتباع لأحد ..أو مسيرون من أحد ..حتى لو تبنى أي طرف دعم هذه المسيرة ..

نطالب بالحرية ..ونحن أول المعترضين عليها .. هذا سلوك يعبر عن جذور دفينة بأعماقنا حول العبودية المعشوقة التي لا تفارقنا..

استغرب حجم الانتقاص والمعارضة للمسيرة إلى عدن ..

تعالوا ننظر إلى زاوية أخرى للمشاركين ..

1.. هم أناس أحرار يعبرون عن موقفهم ويدفعون ثمنا عن الجميع ..وهم يعلمون حجم المخاطرة في مسيرتهم ..

2.. هم شجعان يقتحمون المخاطر بالرغم من علمهم المسبق ببعضها ..

3.. هم يضحون بأنفسهم من أجل الجميع ..وسيحققون هدفا بوصول الرسالة للسلطة الشرعية الصماء وللعالم المتفرج بأن هناك شعب يموت جوعا دون أن يلتفت إليه أحد ..

4.. هم يعلون من شأن تعز بأنها سباقة إلى الحرية وممارسة سلوك الاحتجاج ..ويجددون تذكير الجميع بمسيرة الحياة إلى صنعاء التي كانت عملا بطوليا وابداعيا بامتياز ..

5.. عندما قررت المسيرة التوجه إلى عدن ..فهم يعترفون بشرعية السلطة التي يطالبونها بحقوقهم..ولا يعترفون بالانقلاب ..وياليت تتوجه الجماهير من كل المحافظات إلى عدن لممارسة الضغط ..وإلا لن تحل مشكلة الرواتب من تلقاء السلطة عديمة الاحساس..

ليكن المشاركون في نظر مخالفيهم أسوأ الناس ...لكنهم بعملهم هذا يسطرون عملا بطوليا لم يقم به أحدا ..ولم يتجرأ على فعله أحد ..ليكن هذا معلوما..

لا يوجد وقت مناسب وآخر غير مناسب للاحتجاج ورفض الظلم وممارسة حرية التعبير عن الموقف ..فالجوع الممتد ثمان أشهر بدون رواتب يفترض من الأحرار ان ينتفضوا منذ وقت مبكر إن كانوا أحرارا..

لكل المشاركين والمشاركات كل التقدير والاحترام ..فأنتم الأكثر حرية وشجاعة من غيركم ..