من جديد.. خديعةُ: "غزّ.ة وحر.بُ الغاز"!!..

-بعد السنواتِ الأولى للحر.بِ على سو.ريّة، وبعدَ أن ثبتَ تماماً عدمُ إمكانِيّةِ إسقا.طِ النظا.مِ الوطـ.ـنيِّ فيها، خرجتْ علينا أصواتٌ عاليةٌ جدّاً، تتحدّثُ في عنوانينِ اثنينِ، وهما:
          -الأوّل يحاولُ تسويقَ فكرةٍ محدّدةٍ، وهي أنّ الأنظـ.ـمةَ والحكو.ماتِ التي تورّ.طتْ في حر.بِها على سو.ريّة، لم يكنْ في نيّتِها القضـ.ـاءُ على النظا.مِ الو.طنيِّ فيها، وكلّ ما أشيعَ حولَ ذلك، إنّما هو محضُ تضليلٍ وتعتيمٍ، وأنّ كلَّ ما قيلَ حولَ تورّطِ هذه الأنظـ.ـمةِ والحكو.ماتِ، بالمذبحةِ السوريّة وصولاً إلى إسقا.طِ النظا.مِ فيها، أيضاً هو ضر.بٌ من ضر.وبِ الادّعاء!!..
          -الثاني يحاولُ تسويقَ فكرةِ أخرى، وهي أنَّ الحر.بَ في جوهرِها كانتْ حر.باً اقتصاديّةً صرفةً، تتعلّقُ بحر.بِ خطوطِ الغاز!!..
-كثيرونَ هم الذين انجرفوا في فخَّ هذهِ القراءةِ، كونَ أنَّ غالبيتَهم كانتْ مؤمنةً بروايةِ "الر.بيعِ العر.بيِّ"، وبنبوءةِ "عبد الرحمن منيف" و"الثو.راتِ العمياءِ"، وكلُّ ما كانوا يعملونَ عليهِ، هو أنْ يبرهنوا بأنّها "ثو.راتٌ"، لكنّها ليست "عمياء"!!..
-الغالبية العظمى من هؤلاء أصبحوا يغوصون في التاريخِ القريبِ والبعيدِ، بحثاً عن قصاصةٍ هنا أو قصاصةٍ هناك، في أيِّ مقالٍ منشورٍ في أيِّ وسيلةٍ إعلاميّةٍ، أو أيِّ لقاءٍ لأيِّ مسؤولٍ مهما كانَ مستواهُ، سعياً منهم لانخراطهم في تثبيتِ هاتين المقولتين، كونَ أنّ وسائلَ الإعلام كانت قد أُعدّتْ جيّداً، من أجلِ تسويقِ هاتين الفكرتين، وتسويقِ من يعملُ على ترويجِهما!!..
-كنّا قد أوضحنا ومنذ سنوات، خطورةَ ما يفعلُهُ البعضُ في تثبيتِهِ لهاتين الروايتين، فهو من جهةٍ يحاولُ تبرئةَ الأنظـ.ـمةِ والحكو.ماتِ التي تورّ.طتْ في دما.ءِ السو.ريّين، ومن جهةٍ أخرى، فهو يسعى إلى تثبيتِ مقولةِ أنَّ الحر.بَ كانتْ نتيجةَ خياراتٍ خاطئةٍ، يتحمّلُ مسؤوليتَها النظا.مُ السيا.سيُّ في سو.ريّة، وعلى رأسهِ الر.ئيسُ الأ.سد!!..
-ما يحصلُ اليومَ في العد.وانِ على غزّ.ة، هو سيناريو خطيرٌ آخر، تعملُ عليهِ أطرافُ العدو.انِ ذاتُها، حين تعملُ على فكرتين رئيسيّتين، وهما:
          -الأولى أنَّ المقا.ومةَ في غزّ.ة غيرُ معنيّةٍ بمصالحِ الشـ.ـعبِ الفلسطـ.ـينيِّ، وهي تدافعُ عن مصالحَ قو.ى إقليميّةٍ أخرى!!..
          -الثانية أنَّ العد.وانَ على غزّ.ة، والجر.ائمَ الكبرى التي حصلتْ فيها، لم تكنْ إلا نتيجةَ صرا.عٍ كبيرٍ على مصالح إقليميّةٍ تتعلّقُ بخطوطِ الغاز وملحقاتِها!!..
-الهدفُ من ذلك واضحٌ وضوحاً عميقاً، لكلِّ من في رأسه عينان، فهو من جهةٍ يريدُ القولَ بأنَّ المقا.ومةَ في غزّ.ة لا تمثّلُ خياراتِ الشـ.ـعب الفلسطـ.ـينيّ، ومن جهةٍ أخرى، يريدُ القولَ بأنَّ كلَّ ما حصلَ لأهلِ غزّ.ة، لا تتحمّلُ مسؤوليّتَهُ "إسرا.ئيلُ" وحيدةً، واللغزُّ الهامُّ في ذلك، أنّه يجبُ تبرئةُ "إسرا.ئيل"، ولا تكون تبرئتُها إلاّ من خلالِ تثبيتِ مقولةِ أنّها ليست وحيدةً!!..
-أخيراً..
        هذا لا يُلغي البتَّةَ أنَّ هناك مصالحَ كبرى على مستوى الإقليم، ولا يُلغي البتَّةَ أنَّ هناك صرا.عاً على هذهِ المصالح، ليس على الغازِ فقط، وإنّما على الغازِ والنفـ.ـطِ والمياهِ والأسواقِ والممرّاتِ والموانئ.. الخ!!..
ملاحظة لا بدَّ منها:
          لاحظوا هنا بأنّهُ لا يتحدّثُ أحدٌ من هؤلاء عن حر.بِ المياهِ، لماذا؟!!، لأنَّهُ مطلوبٌ ألاّ يتحدّثَ أحدٌ عن ذلك، لأنَّ هناك حر.باً عليها فعلاً، ومشغولٌ على ألاّ يتمّ تظهيرها الآن!!..