الطريق إلى عدن ..!

 الطريق إلى عدن يبدأ من تململ صنعاني يومئ له موج عدن 

غادرت صنعاء بسبب الضيق ومتخاطراً مع ذاتي الشمالية الضيقة أيضاً والتي البسني أياها الحراك مؤخراً فتحركت نحو عدن بهويتين أحداهما لليمني المتعب 

الثانية هوية الطامع الدحباشي الذي وإن قرأ بعض الكتب إلا أنه من وجهة نظر بعض مثقفي الجنوب يبقى وأحداً من معسكر الشر .

الطريق يسحبني بجسارة المغامرة وكأنني "جاك لندن" أو الرجل الذئب ، الكاتب الذي يجد ذاته في أختبار المخاطر وسردها للأدب بقدر من التبجح الفاتن .

مع أن الأمر لا يعدو كونه مجرد رحلة داخل بلادي فكيف أتخذت هذه الرحلة شكل المغامره؟

لا أدري ،، ربما أسأنا لبعضنا وأستخدمنا بعضنا، وولغنا في الجنوب وفي الهوية بتبادل فج للأذية فأمست رحلة إلى عدن بحاجة لقلب قرصان في رأس العواصف.

هي سيارة صديق نهبتها منه مدعياً أنني ذاهب إلى حده، وأتصلت به من نقيل يسلح، فبدى متسامحاً، وكانت تلك أشارة ذكية مبدئية من حياة مفعمة بالعدوان .

أقود السيارة مفكراً في مويجات جولد مور وفي السفينة الغارقة هناك، من حرب ما وكنت المح إطارات الناقلات تمر في طريقي من قلب العتمة، وحلم الطريق الى عدن مردداً : الطريق إلى البيت أكثر دفئاً من البيت .

بدأ صدري يمتلئ بهواء عدن النظيف ولا أزال في نقيل سماره أستطعم مساء إب، وإيقاع خطواتي التي كانت تسمع كل صباح نشيد مدرسة الشهيد الصباحي، والحياة الأولى في شارع العدين.

ولم نكن أيامها شماليين البته، وكانت عدن تطل علي كل خميس من تلفزيون عطلتي في القرية أيام الأفلام التشيكية والمذيعة أمل بلجون.

وتلك الصورة المتكررة لصف مباني المعلا المتحضرة، التي كانت تومئ لقرانا قبل الوحدة، بأن تميزاً جنوبياً هناك في جزء منا  لا يستعلي علينا ولا يفكر أحد في الإستيلاء عليه .

كان الفجر في إب مزيج من شجن قرآني وضباب، وعدن تتواجد بإلحاح ، ولم أتنبه إلا وأنا أهتز بعنف على مطب الشريجة الذي باغتني، وأنا أفكر متسائلاً إين تراها كانت البراميل؟

 وهل يمكن حقاً ان يتمكن برميل جديد من  تحديد عواطفنا تجاه أمكنة بلادنا المحببة كلية؟

ناقلات ، ناقلات، والمزيد من الناقلات والليل لي والمويجات هناك تتدفق لي والقرى شاحبة وأنا أجوب الليل اليمني بلا هوية مستحدثة غير الرجاء أن نمنح علاقتنا فرصة

لم يتبادر لي شئ في مثلث العند وأنا القي تحية المساء على جنود النقطة العسكرية،

 ولقد تعبت من اذكاء الألفة الفائضة مع الجنوب وكأن شيئا لم يكن ، فلقد كانت أشياء وقذارات..

 وها هو القلب يدفع ثمن تغولات ومخلفات عصابات تجمعها عصابات جديدة تفخخ الطرقات بالهواجس .

أخـــــيراً عدن ....

وصلت وأنا ورغماً عني وبينما تسلل دفئ عدن المسائي داخلي إلا انني كنت أردد : وداعاً عدن      وداعاً عدن..
 
من قصيدة لسعدي يوسف ، الذي غادر المدينة كأحد الشيوعيين الذين أيقظهم عنف يناير من الحلم الاشتراكي، وطردهم من مدينة لم تكن اشتراكية بقدر ما كانت وحتى يناير تمثل فكرة المدينة 

كان سعدي يرثي الدلافين وأنا في السيارة أتسائل عن طريق الساحل وكم تبقى أمامي ؟        

فقالو ربع ساعه لأصل جولد مور ، وبكسلي التأريخي وبعد أن قطعت كل هذه المسافة قلت: أوه بعيد ،

ورحت أبحث عن غرفة في فندق مفكراً في توخي الحذر وكنت حذراً جداً...  أتجول بتوجس كل ناهبي الأراضي ..

وعندما لمحت الكلاشينكوف يهتز على كتف فتى أسمر يقترب مني قلت لنفسي جاك الموت يا دحباشي..
 
بينما كان الفتى يبحث لي عن موقف لسيارتي ويبتسم...............