الإنتكاسة وتجاوز معضلة الإحباط

إن إحباطات ما بعد الإنتكاسات التي نمر بها حالياً لم تفدنا بشيء، ولوم النفس بعد السقوط يزيد من السقوط، وجلد الذات ودوام التأنيب وسياط اللوم بعد كل تلك الإنتكاسات والحروب لا تصنع سوى جلب المزيد منها.

لذا فخطوة نحو تصحيح المسار وتجاوز  الإنتكاسات تبدأ بطريقة تعاملك مع نفسك ومن ثم توعية المجتمع بخطر من تستر بالمبادئ والقيم و شعارات بناء الدولة المدنية الحديثة الجامعة لكل فئات الشعب.

نحن بهكذا سلوك نمد اليد الحانية نحو الذات الجريحة التي ارتطمت بعجزها، بعد إحباطها ومواجهتها بالعنف والعنصرية وشظف العيش وتبدد الأحلام التي كان ينشدها عامة الشعب لكنه لم يرَ سوى القتل والدمار والأقصى والتهميش وقطع الرواتب وكل سبل العيش الكريم، وتكميم الأفواه.

لذلك علينا أن نتحمل كل ردود الفعل والتعامل معها بتلطف في المخاطبة والحوار.

تخاطبك مع الضحايا المجبرين على التعايش مع الواقع المتحكم فيهم بعدم المقت العنيف هو استشعار تجاه الضحايا بمسؤولية وجزء من المعالجة للخروج من دائرة الخوف والاستغفال والاستغلال.

 فأنت بهكذا سلوك تؤسّس لمرحلة جديدة مبنية على قاعدة صلبة تربط بها قواعد من جسور الثقة بينك وبين تلك الشريحة المغلوبة على أمرها المظللة عقولها المنخدعة بالخطاب الزائف والشعارات العاطفية التي حركت فيها ثقافة سطحية عاطفة دينية وقومية بين عامة البسطاء المتأثرين بهذا الخطاب الذي أنساهم حالهم وجردهم من التفكير في مستقبلهم ومستقبل أولادهم ووطنهم.

إننا نحتاج أن نتعامل مع كل شرائح مجتمعنا كما يعاملنا برنامج تحديد المواقع على هواتفنا ( Google Maps) عندما يدلنا إلى المكان المستهدف للوصول إليه، فكم من الأخطاء نقع فيها عندما نخرج عن خط السير الذي يحدده لنا دون قصد.

 فلم ينهرنا أو يؤلمنا أو يحاول مقاطعتنا بل على العكس يبحث لنا عن طريق أخرى ويرشدنا ويصوب خطأنا ويقودنا من جديد ويمنحنا تعديلاً للطريق لتوائم وجهتنا للهدف الذي ننشد الوصول إليه.

هكذا يجب علينا التعامل مع  المظلل بهم ممن تاهوا عن الطريق أو من اختلفنا معهم، علينا أن نتحمل ونعاود المحاولة بعد كل تعثر بمواكبة هادئة محبة بعد كل انتكاسة، وإعادة ترتيب الملفات لجولة وجولات من الحوار لاستعادة الوجهة بعد هذا التيه الطويل الذي دفعنا ثمنه من حياتنا وسعادتنا ودمائنا ومالنا وآلامنا التي لم تنتهي بعد 

 ووطننا الممزق والمتناحر الذي أصبح فريسة للطامعين والمتسلطين النفعيين وتجار الحروب، والطامعين بثرواته وموقعه الإستراتيجي.

لا ننتظر أن يأتينا الحل بروشتة الطبيب الأممي العاجز عن تشخيص الحالة لإيجاد الحل والعلاج نحن من نعرف وجعنا ونعرف تماماً أين يتواجد الدواء مالم نسعى إليه لا يمكن أن يأتي إلينا.

‫الوطن‬ يجمعنا ويستمع للجميع وفيه من الخيرات والثروات ما يغنينا جميعاً ولا نحتاج لأحد.

الانسان‬ هو مفتاح الثروة والوطن مخزنها ‫#المفتاح‬ بأيدينا فلا نحاول إيجاده من الخارج لأن ذلك يتطلب الكسر ‫#والكسر‬ لايستخدمه إلا اللصوص أو المهمل الذي يضيع المفتاح. 

والحريص على بيته ( وطنه ) لا يمكنه أن يضيع المفتاح المحفوظ في عقله حتى لا يلجأ لطريقة اللصوص، أو المشكوك في وطنيتهم وانتمائهم للوطن مستخدمو طريق اللصوصية رغم توفرت المفاتيح معهم لا يهمهم ما يحدثونهم من ضرر ودمار بقدر ما يهمهم الوصول للثراء والاستيلاء على الثروة والسلطة غير مبالين ببقية الشعب.

* دبلوماسي وسياسي بمني