الوحدة اليمنية عظيمة في حد ذاتها

 يجب أن يقر الجميع بحدوث أخطاء كبيرة بعد الوحدة اليمنية تسببت بمعاناة كثير من اليمنيين لاسيما في جنوب اليمن. 

لكن من المهم - أيضاً - التأكيد على أن الوحدة نفسها لم تكن السبب في هذه المعاناة، فهي منجز تاريخي وقد تحقق على أيدي الجنوبيين والشماليين الذين ارادوا الخير لهذا البلد. 

أي منجز عظيم لا يسلم من الأخطاء والمشاكل.. كان نزول الوحي ومجيء الرسالة على يد رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم، من أهم الأحداث في تاريخ البشرية، فالدين الإسلامي دين سماوي منزل من عند الله عز وجل.

 مع ذلك هناك فتن وحروب ومعاناة جاءت بعد الإسلام وحدثت بين المسلمين وهي مستمرة منذ واقعة الجمل حتى اليوم وكلها باسم الإسلام والمسلمين..!

وإذا كانت المشاكل والفتن والمعاناة رافقت الدين الإسلامي وهو دين سماوي منزل من عند الله عز وجل، فكيف بالوحدة اليمنية وهو مشروع سياسي من صنع البشر؟ 

 الأخطاء تحدث عقب الرسالات السماوية المقدسة، فما بالنا بالقرارات البشرية مثل الوحدة اليمنية؟!

إذن.. الوحدة اليمنية عظيمة في حد ذاتها، أما ما حدث بعدها فأمر آخر. وعلى ثقة بأن اليمنيين بلا استثناء اليوم على قناعة بأن هناك خلل يجب إصلاحه بما يرضي أهلنا في المحافظات الجنوبية حتى لو كان التقسيم.. 

فلا وحدة بالقوة. لكن لا تحرمونا من الإعتزاز والاحتفاء بمنجز 22 مايو 1990 والذي تحقق على يد الجنوبيين قبل الشماليين.