وريثيات ..           دعوة للفساد

اثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك أن أسرع طريقة للوصول إلى منصب رفيع في بلاد اليمن هي أن تكون فاسداً تعبث بأموال الوطن وتبعثرها يميناً ويساراً وتوزعها على الشلة والمقربين كمكافآت وبدل سفر ومصاريف جيب وقيمة عسل بلدي وهدايا وغيرها ..

كما ان من أهم شروط التعيين أن تنشر الصحافة ووسائل الإعلام وثائق فسادك وسوء إدارتك على الملأ حتى تقتنع الدولة والحكومة بأنك تستحق هذا المنصب وبالتالي إصدار القرار اللازم لتعيينك لتستكمل ما بدأته وكلما زاد نشر وثائق الفساد زادت فرص الترقية إلى مناصب أعلى ..

 عندما نتحدث عن الفساد والفاسدين فإننا نتوقع محاسبتهم وإحالتهم لهيئة مكافحة الفساد لكننا نتفاجأ بقرارات تعيين وتثبيت لبعض الفاسدين وكأنهم يقولون للناس هذا هو واقع الحال وأنتم موتوا بغيضكم ونحن نستمتع بفسادنا رغماً عنكم ..

هذه دعوة أوجهها للإعلاميين والصحفيين بأن يتوقفوا عن نشر اي قضايا فساد حتى لايكونوا سبباً في ترقية الفاسدين وتعيينهم في مناصب قيادية في عدد من الجهات التي يتم فيها تعيين أشخاص ثبت فسادهم بأدلة قاطعة وبموجب تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد لأنكم بذلك تسهمون في دمار الوطن بما تكتبونه على الفساد والمفسدين.

 ومن الأفضل لكم إما ان تتوقفوا عن ذلك أو تتجهوا إلى مهنة أخرى أو تنضموا إلى فرقة حسب الله التي تطبل لهؤلاء الفاسدين ربما تحظوا بمنصب صغير عندهم ..

كما أخاطب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وأقول لهم هل يعقل أن تكون تقاريركم عديمة الأهمية إلى هذا الحد ؟

 أم أن هذه التقارير يتم الاستفادة منها في ترقية الفاسدين ؟ 

وإذا كان كذلك فنتمنى عليكم إبقاء هذه التقارير في أدراجكم خوفاً من استخدامها في عملية تعيين كل من ينهب المال العام في مناصب قيادية حتى لا يتسابق الناس على النهب والفساد بهذه الحجة.. 

وأخيراً هذه دعوة للدولة والحكومة التي تدعي حرصها على المال العام ومكافحة الفساد لضرورة مراجعة كل ما يصل إليها من قرارات تعيين شخصيات ودراسة ملفاتها بالاستفادة من تقارير جهاز الرقابة وهيئة مكافحة الفساد قبل رفعها للرئيس.

 وإذا كانت تقارير الجهاز والهيئة غير ذات جدوى فأرى إلغاء هذه الأجهزة الرقابية التي تنفق الدولة عليها مليارات سنويا أما إذا كنتم تستفيدون منها في ترقية الفاسدين فعليكم ايضاح ذلك للناس علناُ فلا يمكن أن يكون هناك شخص لم يسمع بتقارير جهاز الرقابة الحكومي وتقارير هيئة مكافحة الفساد التي تؤكد ذلك إلا الدولة الحكومة الموقرة التي إما انها عمياء وصماء أو أنها تشجع على الفساد وهذه كارثة حيث أن تعيين الفاسدين بهذا الشكل في بلادنا بمثابة دعوة للفساد ..

 فهل وصلت الرسالة .. نتمنى ذلك ؟؟؟..