وريثيات .. اسمعوا قبل أن تندموا

 
قبل أيام وصلتني رسالة من أحدهم مليئة بالاتهامات بالعمالة والالرتزاق والتهديد والوعيد المبطن وبالطبع فإنها ليست الأولى التي اتعرض فيها للتهديد والتخوين والاتهامات المختلفة

 وربما لن تكون الأخيرة ولكن كل ذلك لن يجعلني أتراجع خطوة واحدة عن أداء رسالتي في مقارعة الظلم وفضح ومحاربة الفساد والفاسدين والفاشلين والعاجزين وكذابين الزفة الذين اصبحوا يتحكمون في مفاصل الدولة والحكومة مهما كلفني الأمر  .. 

يعرف الجميع أنني تعرضت للتهديد بالقتل أكثر من مرة وممارسة ضغوطات في عملي وإقصاء ومضايقات اخي وأولادي وأيضا ازعاج كثير من الاصدقاء الاعزاء بسببي 

وانا اقول دائما بأن من يخاف كلمة الحق أو يخشاها اما فاشل أو عاجز أو فاسد وقد نوهت عن ذلك في رسائل سابقة .. 

ليس هناك أحد فوق النقد هذا أولا حتى يتم تصحيح الاختلالات والسلبيات في مؤسسات الدولة والحكومة 

وثانيا .. فإن من يخشى من النقد هو العاجز والفاشل والفاسد 

وثالثا ..  ان من يذهب إلى تكميم الأفواه  يعتبر أضعف الناس وليس اقواهم حتى لو كانت درجته في أعلى المستويات في هرم الدولة 

ورابعا .. وهو الاهم  لا يجب أن يمنع الناس من انتقاد أي شخص تولى المسئولية لانه ليس معصوما وان النقد غالبا يكون لتصحيح الأوضاع والاختلالات والمسارات وتلاقي أي سلبيات تحدث 

وان عمليات النقد تعتبر أحد أبواب تقييم الأداء وان كثير من الدول أتاحت الفرصة لحرية الصحافة والاعلام من أجل هذا الغرض .. 

ارجو ان تسمعوا من هذا الصحفي والاعلامي الناصح لتصحيح الأوضاع والاختلالات والسلبيات وانا اعرف ان الكلام الذي اكتبه جعلني عرضة للضغوط والتهديدات والاقصاءات

 ولكن لا يهم طالما وانا مؤمن بقضية الشعب الذي يحاول البعض القفز عليها واستغلالها لمصالح شخصية ولايعجبه من يقول له .. لا .. قف عند حدك هذا خطأ .. 

فمن يريد بناء دولة حقيقية نظيفة يدرك أن تكميم الأفواه ليس هو الطريقة السليمة والصحيحة لبناء الدولة بل أنه يعمل على أحداث خلل في ذلك البناء على اعتبار ان التسلط والديكتاتورية يهدم أركان الدولة ويقوضها .. 

ارجو ان تحافظوا على توجهكم العام الذي يدعم حرية الرأي والتعبير وان لا تنجروا وراء رغبات أولئك البعض الذين يتضررون من قول كلمة الحق لأنهم عاجزون عن أداء مهامهم أو فاسدون يعبثون بمقدرات البلد ويسيئون استخدام السلطة التي منحت لهم والثقة التي منحوا اياها من قبلكم واكرر هنا رجائي بأن يستمر توجهكم مع عدم تكميم الأفواه وقمع الحريات

 لأن الإعلام رغم سلبياته يظل هو عين لكم على الفاسدين واللوبي الفاسد الذي أزعجه توجهكم العام بمحاربة الفساد والمفسدين واتخذ من وسيلة التشكيك بالناس وكل من ينتقد ويفضحهم ويريد أن يجعله توجهاً عاماً لكم حتى يتخلص من كل الأصوات الشريفة والنظيفة ويبقى صوت الفساد هو الصوت العالي في هذا الوطن الجريح الذي هو بحاجة ماسة إلى الخروج من دائرة الفساد وثقافته التي تم توريثها وتناقلها على مدى سنوات طويلة ..

لاعزاء لأولئك الضعفاء والفاشلين والفاسدين الذين يحاربون كل من يقول كلمة الحق خوفا وهلعا منها .. 

ولا عزاء لكل من يقول للناس بأنه يريد بناء دولة حديثة بينما يخاف من كلمة الحق بل ويحاول تدميرها وتجميع كل من يتبنى الباطل حوله .. 

والأكيد ان كل تلك التصرفات هي عبارة عن رسائل سلبية عن رؤى وهمية وصورية وليست حقيقية .. 

ومن يريد بناء دولة نظام وقانون عليه ان يسمح بحرية التعبير لا تكميم الأفواه.. فهل وصلت الرسالة ويكون هناك من يوقف هؤلاء عند حدهم ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى الفاسدين والعاجزين سيظلون يتحكمون في مقاليد الأمور؟.. 

وختاما نصيحتي لكم أن تسمعوا صوت النصح اما صوت التطبيل والتزمير والمدح الكاذب فانه سيسقط الدولة وان النقد الحقيقي هو الطريق لبناء الأوطان وعليكم الانتباه من أصحاب الشرائح المتعددة لانهم اول من سينقلب عليكم بل وسيكون سيفه اول السيوف ضدكم وقد سبق أن حذرت من اهتزاز الصورة التي تزداد اهتزازا كل يوم بسبب تصرفات هنا وهناك لكن يبدو ان هناك من لا يريد أن يسمع ويعي ..

والأكيد ان التعالي والغرور الذي يمارسه البعض من الخبرة له تبعات كارثية ..

كما يجب عليكم استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد مالم فإن السقوط سيكون سريعا ومريعا ..

فهل يمكن تلافي الوضع قبل أن تقع الفأس بالرأس ..

في الختام ارجو ان تسمعوا هذا الناصح قبل أن تندموا ..