مأساة اليمن تجاوزت الحزن إلى الفجيعة

منذ غادرتها قبل سنوات، هل أشتاق لليمن؟
لا أظنني أشتاق لها. 
فالشوق يتعلق بلقاء مبهج ومفرح، ولم يبق في اليمن المحزون ما يرسم حتى شبح ابتسامة.

هل هو الحنين. الحنين إلى الماضي المشفوع بالحزن؟
لا أظن هذا أيضا. مأساة اليمن تجاوزت الحزن إلى الفجيعة.

أظن أن شعوري تجاه اليمن اقرب إلى الألم. 
ولعل هذا سبب النكزة الحادة التي أحسها في القلب كلما شاهدت صورة شارع أو بيت أو طفل أو أمرأة من بلدي البعيد.
ألم لأن العودة أقسى من الغربة، وهي عودة مستحيلة.
ولأن شعور العجز عن تخفيف المأساة على المأسورين في الداخل أقوى من كل وهم أو عذر أو أمل.

لكنه ليس الألم وحده ما أحسه كلما تكهربت في خاطري ذكرى اليمن.
ما أبسط الألم عندما يكون مفردا. وما أصعبه عندما يكون جماعيا.

الألم الجماعي يتحول الى شعور بالرعب!

الرعب من استيعاب فكرة أن هناك أكثر من 30 مليون إنسان يعيشون ظروفا تفتقر إلى أبسط شروط الآدمية.. ومع ذلك لا يراهم أحد!

لكن هل هو الألم والرعب في مركب خانق ما أشعر به حين تحترق أعصاب دماغي بذكرى اليمن؟
ليس الألم والرعب فقط.. بل الحب والغضب والحيرة والحسرة والطموح والتشاؤم وما هو أنكى وأعقد وأقسى وأصعب.

أصعب من القدرة على كتابته.