ما الرسالة التي يريد بايدن إيصالها؟

 سيرسل بايدن مستشاره "هوكشتاين" إلى الشرق الأوسط مجدّدا. 
رسل بايدن الثلاثة، الذين يتناوبون على زيارة المنطقة منذ بداية الحرب، هم:
سلوفان
بلينكن
هوكشتاين. 

وهم، ثلاثتهم، من اليهود الأميركان. 

ما الرسالة التي يريد بايدن إيصالها؟

أمس الأول أجرت تناقلت الصحف الإسرائيلية لقاء أجرته هآرتس مع ڤاينريب، باحث إسرائيلي في العلاقات الصينية- الإسرائيلية. مما قاله الرجل أن الحرب على غزة دفعت بمنسوب معاداة السامية في الصين إلى مستوى تاريخي. فقد بات ينظر إلى إسرائيل بوصفها مشروعاً أميركيّاً، وإلى تميركا بوصفها بلدا اختطفته الجماعة اليهودية وجعلته يخوض معاركها، بما في ذلك معركتها الاقتصادية مع الصين.

 تقول السردية الصينية الجديدة، التي يرعاها النظام نفسه، إن الديموقراطية الأميركية أكذوبة، فكل ما هنالك أن مالكي المال من "اليهود" باتوا يتحكمون بكل شيء، وأن امتلاكهم ل ٧٠% من الثروة (كما يُتداول على السوشال ميديا الصينية) مكنتهم من شراء الديموقراطية والإتجار بها. هذه النسخة عن إسرائيل الحديثة تعززت في روسيا، هناك حيث يطيب للسلطة أن تخاطب شعبها قائلة: أهذه هي الديموقراطية التي يحاضروننا عنها؟ أن يأتي أغراب ودخلاء ليشتروا نظامنا السياسي؟

 في الجنوب العالمي (كل العالم الجنوبي عدا إسرائيل وكوريا الجنوبية واليابان) بات ينظر إلى إسرائيل بحسبانها حصناً غربياً، وعلى وجه الدقة: أميركيّاً، وبالضرورة استعماريا. بايدن نفسه جدٌ لثلاثة أحفاد يهود، من ابنتيه وابنه چو المتوفى (زيجات مختلطة، احتفظ فيها الفرع اليهودي بدينه واشترط تربية الأبناء على أساس يهودي).

  علاوة على كل هذا تعمل أميركا على إهانة النظام العالمي الذي أسهمت في صناعته، ولا تكترث لصورتها ومصداقيتها في عالم تعددت فيه الخيارات. أغنية الأميركي الأثيرة
I have a gun, I have a horse
لديّ حصان وبيدي بندقية، الامتياز الذي خوّل له فعل ما يشاء، لا تصلح لكل زمان ولا في كل مكان. باتت الأرض عامرة بالبنادق والخيول. ولو كان طالع أميركا سعيداً لما كانت الآن محشورة في ركن مظلم في بحر العرب، أقصى انتصارها أن تسقط شقفة طائرة قيمتها ٢٠٠ دولار، بصاروخ يتجاوز المليون دولار (خسرت حتى الآن مليار يورو للتصدي للأشقاف الطائرة، بحسب WSJ).