خواطر عيدية (3) .. نفق الموت والقتل المجاني


اجتمع فريق العمل المكون من صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة لبدء مناقشة المواضيع والقضايا التي سيتم طرحها خلال هذه السلسلة وكانت البداية بحسب الاتفاق الموضوع الذي اقترحته صديقتنا العصفورة والذي كان بعنوان نفق الموت والقتل المجاني في شوارعنا وطرقاتنا والخسائر المادية الكبيرة جراء الحوادث المرورية في بلادنا .

قالت صديقتنا العصفورة.. موضوع اليوم من أهم المواضيع والقضايا التي يحتم علينا طرحها بقوة لانه يتعلق بحياة المواطنين وممتلكاتهم والأمن العام للبلد ولفت نظر الدولة والحكومة اليه لمعالجته من كافة النواحي.. 

قلنا لها جميعا كلامك صحيح ولكن هل هناك جديد في الأمر لان هذا الموضوع سبق أن تحدثنا عنه واشبعناه ضربا لكن لا حياة لمن تنادي فالدولة والحكومة إذن من طين واذن من عجين وهي في واد آخر؟.

قالت صديقتنا العصفورة.. خلال الأيام الماضية تكررت الحوادث المرورية في نفق جسر مذبح حتى تكاد تكون شبه يومية والنفق يفتقر لنظام مروري فيه وحتى الإضاءة غير متوفرة وكل شيء فوضى ما يؤدي إلى كل تلك الحوادث  والأجهزة المعنية في سبات عميق .. 

قلنا لها.. الحوادث المرورية في بلادنا تودي بحياة الآلاف من المواطنين شهريا وسنويا والخسائر تقدر بمئات الملايين .

قالت صديقتنا العصفورة..عندما ننتقل من هذا النفق إلى بقية الانفاق والجسور فإنه ينطبق عليها نفس الشيء فلا ضوابط ولا نظام مروري ولا اي شيء يدل على أن هناك اهتمام من الدولة والحكومة بحياة المواطنين والشوارع  فوضى مرورية جعلت الانسان اليمني يعيش في اخطار حقيقية ومعرض للموت في اي لحظة إما عبر دراجة نارية او دهساً بسيارة أو في حادث انقلاب او تصادم او نتيجة امراض السكر والضغط التي يصاب بها نتيجة تعرضه لمواقف مخيفة ولاشك ان الكثير منا يشهد بنفسه هذه المعارك التي تدور في كل الشوارع والطرقات بين السائقين وما تسببه من حوادث مرورية وخسائر مادية وبشرية كبيرة تجعل اليمن من أكثر الدول في العالم التي يسقط فيها ضحايا بسبب الحوادث المرورية .. 

قلنا لها جميعا.. كلام مؤلم ويدمي القلب أن يذهب آلاف المواطنين ضحايا للحوادث المرورية في ظل هروب من الدولة والحكومة بل ان الكل يتفرج وكأن الأمر لايعنيهم .

قالت صديقتنا العصفورة.. إنها كارثة بل ام الكوارث ان تتخلى الدولة عن واجبها تجاه مواطنيها وشعبها وتصبح عقيمة تعجز عن أن تنجب شخص أو أشخاص أكفاء لإدارة العمل المروري وفق رؤية علمية حقيقية وليس مجرد جباية وقربعة وتهبش على الناس الذين يسقطون بالآلاف نتيجة عدم وجود نظام مروري حقيقي وصحيح ويظل الاعتماد على من يكذب أكثر ويجبي من الأموال أكثر لأنه هو الشخص الذي يمتلك المواصفات المطلوبة لتولي المناصب .. 

قلنا لها ياصديقتنا العصفورة.. ماتشهده شوارعنا من فوضى مرورية عارمة وغياب لشرطة المقربعين عن المشهد وحضورهم فقط في الجباية والتهبش والقربعة يؤكد أن دولتنا غبية بل ورخيصة يضحك عليها شخص كذاب وفهلوي مقربع وفاشل يشتري منصبه بالمال ولايهمها معاناة الناس وحياتهم وممتلكاتهم. 

قالت صديقتنا العصفورة.. سبق وأن قلنا ان شرطة المقربعين تمثل صورة مشينة ومسيئة للدولة والحكومة والصورة الذهنية لدى الناس عن هذا الجهاز ومنتسبيه أنهم مجرد متهبشين ومقربعين إلى درجة عدم احترام الدولة ونظامها المروري لان اي واحد بيقول انه ممكن يكسر هيبة الدولة والحكومة بخمسمائة ريال يقدمها لشرطي المرور كما ان المنظر المزري للمقربعين في الشوارع لايشرف الدولة إطلاقا ولذلك فإن هذا الجهاز يحتاج الى تغيير جذري شامل يبدأ من أعلى الهرم فيه المتمثل في مديره الكذاب وطريقة والية عمل الجهاز لان القضية المرورية ليست مجرد جباية وقربعة وخطط وهمية فنكوشية وكاذبة وأخلاق معدومة والموت يحصد الآلاف من المواطنين اما بقاء الوضع كما هو فإنه مؤشر خطير على أن الدولة والحكومة بعيدة كل البعد عن المواطن .. 

قلنا لها جميعا.. الجباية اهم من النظام والقانون واهم من أرواح وممتلكات الناس؟ 

وهل حقيقي ما يقال بأن المدير اشترى المنصب بالفلوس التي يجبيها للدولة والحكومة ولا يهم اي شيء آخر لا أخلاق ولا كفاءة ؟ 

وهل هناك من يحاسب الفاسدين والفاشلين والعاجزين وكذابين الزفة الذين يعيثون الفساد فى بلادنا ام أن فاقد الشيء لا يعطيه؟.. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت وان نرى قريبا تغييرا حقيقيا في جهاز المرور يبدأ من مديره الكذاب مالم فإن على الدنيا السلام ونقول للناس .. 

دولتكم وحكومتكم فضلت شخص كذاب عليكم .. 

ونقول كل عام وانتم بخير جميعا ماعدا المدير الكذاب وكل من يتسبب في معاناة الشعب وموت الأبرياء بالحوادث المرورية..