اعتراف الحاكم بفساد المسؤول !

 
عندما يطل (السيد عبد الملك) ينتقد فساد مسؤوليه، ويشكو من تسلطهم على المواطنين، أو من فساد القضاء ... إلخ، وبملئ فِيه وعبر الفضائيات..
  فماذا يعني مثل هذا الكلام؟
هل هو إعلان العجز عن إصلاحهم واعتبار ذلك بمثابة الاعتذار للشعب مما يناله المواطن من ظلم المسؤول؟! 
أم لتبرئة ساحته أمام الشعب مما يحصل من فساد بحق المواطن من قبل أتباعه؟
إذا فمن المسؤول عن ظلم المواطن، ولمن يشكو المواطن مظلمته ومن سيحمي المواطن من فساد المسؤول؟؟  
وهل اعتراف الحاكم بفساد المسؤول يكفي المواطن ويعفي الحاكم من مسؤوليته أمام الله وأمام الشعب؟! 
أليست السلطة التي عيّنها الحاكم هي نفسها من عيّنت المسؤول الفاسد؟ 
وهي من مكَّنته من رقاب المواطنين وجعلته يستقوي بموقعه في السلطة على المواطن!! 
وأنه لولا موقعه لكان يبحث عمّن يحميه كأي مواطن خارج السلطة؟
 لماذا نتراجم بالمسؤوليات كل واحدٍ منا يرمي بالمسؤولية على الآخر؟
أليس أداء المسؤول هو من يمنح الحاكم صفة (الحاكم العادل) أو (الحاكم الجائر)، لمابين الحاكم ومسؤوليه من تلازم، فلا يمكن أن يوصف الحاكم بالعادل ومن عيَّنهم على رقاب الناس فاسدين ولا العكس؟ 
وإلا فما معنى أن نقول: حاكم عادل، أو حاكم جائر؟
الغريب أنك تجد الوضع بنمط واحد في كل المحافظات ولا يختلف من محافظة لأخرى!! 
فهل يعني ذلك أن الكل من تم تعيينهم فاسدون؟  
لو نبذل الجهد الذي يبذل في التبريرات في إصلاح الوضع لكنا من أفضل أنظمة العالم رقيا وحضارة وعدلًا.
الله والمصيبة نالت هذ الشعب، أثق حسب ما لدي من معطيات أنه لن يتخارج منها وهو بهذه الروح السلبية الانهزامية المبررة للواقع الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم.
على الشعب إن أراد التغيير للأفضل، وإن أراد الخروج من هذا النفق المظلم أن يكون فاعلًا في الحدث وصانعًا له لا منتظرًا لحظة الموت.

** رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً