لحظةِ التقاربِ مع "أردوغان"

-منذُ سنواتٍ و"أردوغان" بحاجةٍ ماسّةٍ لعودةِ العلاقاتِ مع سو.ريّة، لكنّهُ كانَ يريدُ وضعَ هذهِ الحاجة في سياقِ ترتيباتٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ، تقومُ على صفقةٍ كاملةٍ، تخرجُ فيها القو.اتُ التر.كيّةُ من المناطق التي دخلتها، كذلك تخرجُ القو.اتُ الأمر.يكيّةُ، وصولاً إلى إنهاءِ الوجودِ الإير انيِّ في سور.يّة، كذلكَ بالنسبةِ لوجودِ "حز..ب اللّـ.ـه"!!..

-هذهِ صفقةٌ أمر.يكيّةٌ عرضتْها الإد.ارةُ الأمر.يكيّةُ السابقةُ على سو.ريّة، من خلالِ وسطاءٍ إقليمين ودوليّين، لكنَّ القيا.دةَ السّو.ريّة رفضتْ رفضاً مطلقاً، أنْ تتمَّ المساواةُ بينَ القو.اتِ المحـ.ـتلّةِ التي كانتْ جزءاً من العد.وانِ على سور.يّة، وبين القوا.تِ التي انخرطتْ مع الجيـ.ـش العر.بيِّ السور.يِّ، للد.فاعِ عن سو.ريّة والمنطقةِ، وهز.يمةِ مشر.وع العدو.انِ وفو.ضاه!!..

-حاولت الإدارةُ الأمر.يكيّةُ تمريرَ هذه الصفقةِ، من خلالِ الأصدقاءِ الرّ.وس، حيث عرضتْ عليهم سيناريو جديداً، يقومُ على إنهاءِ جميعِ أشكالِ الوجودِ الأجـ.ـنبيِّ في سور.يّة، مقابلَ بقاءِ القو.اتِ الرّ.وسيّة، وهوَ ما رفضتْهُ القيا.دةُ الرّ.وسيّةُ جملةً وتفصيلاً، فكانَ الردُّ "الأمر.يكيُّ -الإسر..ائيليُّ - الغربيُّ" من خلالِ الخاصرةِ الرّو..سيّةِ الرخوةِ في "أو.كر.انيا"، أملاً بسحبِ القيا.دةِ الرّو..سيّةِ إلى موقعِ الخضو.عِ لتمريرِ تلك الصفقةِ، وهو ما ركّزنا عليهِ وشرحناهُ لكم منذ سنواتٍ قليلةٍ سابقةٍ!!..

-بعدَ كلِّ هذهِ السنواتِ من الصّر.اعِ، ينجحُ الر.ئيسُ الأ.سدُ في تسجيلِ أهدافٍ عميقةٍ وهامّةٍ جدّاً، حولِ هذا العنوانِ بالضبطِ، في جسمِ مشرو.عِ العد.وانِ عليه، من خلالِ تثبيتِهِ النقاطِ التاليّةِ:
        
  -أولاً:
            ثبّتَ الرّ.ئيسُ الأ.سد "الوجودَ التركيَّ" في الأراضي السوريّةِ، بوصْفِهِ احتلا.لاً تر.كيّاً، وفقَ جميعِ المعاييرِ الدّ.وليّة، وجعلَ من انسحابِ هذا الا.حتلا.لِ، حاجةً للمـ.ـحتلِّ ذاتِهِ، بدلاً من تحوّلِ الا حتلا لِ التر.كيِّ إلى حاجةٍ سور.يّةٍ وإقليميّةٍ، من أجلِ أمـ.ـنِ واستقر.ارِ سور.يّة والمنطقة، وهو ما كان يتطلّع إليهِ "أرد.وغان" منذ السّاعاتِ الأولى لهتافاتِ "ثوّ.ارِ الغفلةِ" في در.عا، وتحديداً أمام "الجا.معِ العمر.يِّ" في "در.عا البلد"!!..
       
   -ثانياً:
            نجحَ الرّئيسُ الأ.سد، في فصلِ ما يحصل في الجنو.بِّ الغربيِّ عمّا يحصلُ في الشّمالِ الشّرقيِّ لسو.ريّة، وثبّتَ قو.اعدَ اشتبا.كٍ في موا.جهةِ مشرو.عِ فو.ضى الجنو.بِ، مختلفةً تماماً عن قو.اعدِ اشتبا.كِ فو.ضى واحتلا.لاتِ الشّمالِ!!.. 
  
        -ثالثاً:
            فكّكَ الرّ.ئيسُ الأ.سدُ، أهدافَ فو.ضى واحتلا.لِ الجنوبِ، عن أهدافِ فو.ضى واحتلا.لاتِ الشّمالِ، وظهَّرها، 

وبالتالي فإنَّ المساواةَ بين طبيعةِ الوجودِ للحـ.ـليفِ الإير.انيِّ والرّ.وسيِّ، لم تعد مشابهةً لطبيعةِ الوجودِ للا.حتلا.لِ التر.كيِّ والأمر.يكيِّ!!..
 
         أي أنَّ صفقةَ المقايضةِ بينَ خروجِ الا.حتلا.لِ التر.كيِّ والا.حتلا.لِ الأ.مر.يكيِّ، مقابلَ إنهاءِ الوجودِ الإ.يرا.نيِّ ووجودِ "حز..بِ اللّـ.ـه"، لم تعد موضوعيّةً أو منطقيّةً، حيثُ أضحتْ أهدافُ ومصالحُ أطرافِ العدوانِ غيرَ متجانسةٍ!!

-والسُّؤالُ الأبرزُ والأخطرُ:

          لماذا يفعلُ الرئيس الأسد كلَّ ذلك؟!!..

-في مقالنا الأخيرِ حولَ لحظةِ التقاربِ مع "أردوغان"، طرحنا السؤالَ الهامَّ التالي:
  
        لماذا كانَ يعملُ الرئيس الأسد على تأخيرِ التقاربِ السو.ريِّ - التّر.كيّ، رغمَ إلحاحِ "أرد.وغان" المستمرِ والمتواصل؟!!..

-لقد كانَ الرئيس الأسدعازماً على تفكيكِ هذه الجبها.تِ، سعياً إلى تفكيكِ أهدافِ أطرافِ العد.وانِ، وصولاً إلى تفكيكِ المصالحِ التي كانت تسعى لها هذهِ الأطرافُ، في ظلِّ هذا العد.وان الذي كانَ يتآكلُ ويتراجعُ..

-باعتبارِ أنَّ الرئيس الأسدَ لم يكنْ يسعى إلى التفريطِ بما أنجزَهُ من خارطةِ ميد.انٍ عسكر.يّةٍ، كانتْ تتّسعُ وتكبرُ وتفرضُ شروطَها، وهي خارطةٌ تمَّ إنجازُها في غفلةٍ من أطرافِ العد.وانِ، تلكَ الأطرافُ التي كانت تعتقدُ أنَّ سور.يّةَ قبل 2011م أضحتْ من الماضي!!..

-لهذا فإنَّهُ كان يعيقُ التقاربَ مع "أردوغان"، كون أنَّ "أردوغان" كانَ يحاولُ دائماً أن يكونَ مقدّمةَ صفقةٍ للمقايضةِ على انسحابِهِ مقابلَ إنهاءِ تواجدِ الحلفاءِ، وهو مطلبٌ أمر.يكيٌّ - إسر.ائيليٌّ"، كانَ مطلوباً من "أرد.وغان" أن يعملَ على تمريرِهِ!!..

-"أردوغان" اليوم يبحثُ عن مصالحِهِ فقط، نتيجةَ غرقِ "الإ.سر.ائيليِّ" في غزّ.ة، وفي جبها.تٍ أخرى نالتْ منه كثيراً، ونتيجةَ التعبِ الشديدِ الذي يعاني منهُ الأمر.يكيُّ في أكثرَ من موقعٍ، ومنها موقعُهُ في سو.ريّة والعر.اق، حيثُ فصلَ خروجَهَ أيضاً عن صفقةِ المقايضةِ، بوعدٍ بخروجِ قو.اتِهِ من العر.اقِ وسو.ريّة، بالقريبِ العاجلِ!!..

-إنَّ جوهرَ ما فعلَهُ الرئيس الأسد، أنّهُ حيَّدَ هذا الإنجازَ العظيم، ولم يجعلْهُ عنواناً للتفاوضِ على خروجِ الا.حتلا.لِ الأمر.يكيِّ أو الاحتلالِ التّر.كيِّ، بمقدارِ ما جعلَهُ عنواناً لصرفِهِ في موقعٍ آخر تماماً، وهو عنوانٌ وطنيٌّ تاريخيٌّ صرفٌ، يتمثّلُ بملفِ احتلا.لِ الجو.لانِ، باعتبارِهِ واحداً من أهمِ الأهد.افِ الو.طنيّةِ لسو.ريّة!!..

إن أردوغان يحاول الاقتراب من الرئيس الأسد، مرغما، فلا يستطيع الذهاب إلى دمشق باستدارة كاملة، فيضغط بعنوان "المنطقة العازلة"!!!…

 -لا يستطيع "أردوغان" أن يبقى خارج "الانزياحات الكبرى" التي كنّا نتحدّث لكم عنها قبل سنوات، وبخاصّةٍ تلك "الانزياحات" الإقليميّة الخاصة بالموقف من سوريّة..

-"أردوغان" يدرك جيّداً أنّه على مسافة أمتار من مذبحته السياسيّة، ولا يوجد أمامه مخرجٌ للفكاك منها، إلّا أن يرفع رأيته البيضاء على الجبهة السوريّة، ويعلن صراحةً، بأن وعده بالصلاة في "الجامع الأمويّ"، وأنّ خلافته الإسلاميّة، كانت جميعها محض خيال!!!..

صحيح أن أردوغان مشتبك في المفصل السوري، إلا أن عينه في مكان آخر، فهو يخوض معركة حامية جدا دفاعا عن مكاسبه الأخوانية على مستوى الداخل التركي، لكنه من جهة أخرى يخشى أن تصل رقبته إلى المقصلة، نتيجة تورط الأخوان المسلمين على مستوى المنطقة، وتحديدا في بحر الدماء في سوريا والعراق..".

الرئيس أردوغان يشعر أنه يجب أن يحسن شروط وزنه الإقليمي، فنسق مع كل من الإيراني والروسي، وصولا إلى ثقل معينٍ يمنحه إمكانية عدم الاستغناء عنه أمريكيا، في مواجهة الوهابية السعودية، التي تستقوي أيضا إقليميا بالإسرائيلي، في وجه التهمة التي تلاحقها باعتبارها مسؤولة عن الدماء التي سفكت في سوريا والعراق.

أن هذا بالطبع لا يعني أن أردوغان نظيف، لجهة اقترابه من الرئيس الأسد، ولا يعني أيضا أن العرب نظيفون في عدم تطبيعهم علانية حتى اللحظة!!!..".
 
 وكل من "الأخوان" و"الوهابية" يظنون أن جزء من خلاصهم يكون في الاقتراب من الرئيس الأسد والاستقواء بما أحدثه إقليميا ودوليا!!!..".

 " أمين سر مجلس الشعب السوري