ما حاجة المسلمين للمذاهب والعناوين الإسلامية الضيقة؟

  
الإسلام هو العنوان الجامع وهو الدين الذي أتى من عند الله على لسان نبي الله "إبراهيم صلوات الله عليه"، وأهم مرتكزاته: (الإيمان بالله- وملائكته – وكتبه- ورسله -واليوم الآخر)، وأن كل ما في الوجود مخلوق لله ابتدع خلقها بقدرته، ومقتضى حكمته وعلمه، (لَا يُسْـَٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـَٔلُونَ) (الأنبياء - 23).

فالإسلام دين البشرية كلها، لا يختلف باختلاف الوضعيات أو الرسل، فهو دين واحد وملة واحدة (إن الدين عند الله الإسلام)، وإنما تختلف الشرائع، فلكل رسول شرعة ومنهاجًا بحسب اختلاف الوضعيات والمراحل التي تحتاج لأن يرسل الله فيها رسلا، وجميعها تلتقي عند عدل الله في تشريعاته وحكمته وعلمه بمصلحة الإنسان. 

  فإذا كان الإسلام دين البشرية كلها تصطف كلها تحت لوائه فلا حاجة للمذاهب والعناوين الإسلامية الضيقة التي تجزئ الدين والإسلام، وتجعل هذه الجماعة تتمترس خلف مذهب أو عنوان معين، وتلك الجماعة تتمترس كذلك خلف مذهب أو عنوان معين، 

وكل فئة تقدم نفسها وما تدعو له وكأنه إسلام داخل الإسلام، ثم تتعصب له، ومن خلال ذلك بدأ الفرز والعداوات، فكل أتباع عنوان ينظر إلى أتباع العنوان الآخر أنهم خارجين وليسوا على شيء،

 وهكذا تلاحظ مثلا: "إخوان مسلمين"، طيب والذي ليس معهم ليس مسلم؟ أو "أنصار الله" أو "شباب مؤمن"، ومن لم يؤمن بمثل ما هم عليه ليسوا بمؤمنين.

 وهكذا بقية العناوين، ولو اكتفوا بعنوان الإسلام -كما سماهم الله-  كعنوان وإطار عام يجتمع تحته الكل لما حصل شيء مما هم فيه الآن من الفرقة والتمزق. 

 والمشكلة: أن التعصب للفكرة أو المذهب أو العنوان، والنظر إليه أنه أصل الدين وغيره الباطل تتحول إلى دعوات تفرق الأمة وتمزقها، وهي مجرد رغبات ونزوات وحب الظهور والتفرد.

ومن المؤكد بما أن كل جماعة تجعل لها إطارًا دينيا فإنه بالضرورة أن تشيطن الآخر وتدعي لها الأحقية؛ لأنه إن لم تشيطن الآخر ولم تدع لها الأحقية فسيكون السؤال من قبل الأتباع: إذا لماذا لا ننضوي تحت الإطار السابق، ولماذا نعمل لنا إطارًا جديدًا؟

 بينما الشعوب ليست بحاجة إلى إطار إسلامي ولم تطلب ذلك؛ لأن الإسلام قد أتمه الله وهو واضح لا غموض فيه، وإنما ما تطلب الشعوب والأمم مشاريع وبرامج وإطارات تصب كلها في مصلحة الإنسان وإصلاح وضعه الدنيوي، وخدمة البشرية.

** رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً