اليمن لا يتحمل المزيد من المعاناة والحروب

ترحيل الملف السياسي دون معالجته يعني المزيد من الحروب:

يبدو أن بوارق الحرب بدَت تقترب وتضفو سحبه على يمنِنا الجريح، وأفواه المدافع أصبحت مشرعة لتسمعنا أصواتها المشؤومة. 

ونظرًا للوضع الذي تمرّ به المنطقة، والعدوان "الإسرائيلي" على (غزة)، فإن الحرب إذا اندلعت -لا قدّر الله - فسيكون لها تداعياتها، وقد لا تقتصر على اليمن، وإنما قد تمتد لتشمل المنطقة؛

 لأنه سيتم استغلالها وتغذيتها من قبل أطراف خارجية تتربص بالمنطقة ككل، (أمريكا وإسرائيل) من جهة، وروسيا ومن في صفِّها من جهة أخرى، وبشكل قد يعصف بالمنطقة ويصعب الخروج منها.

ما يتوجب على قادة الأطراف ودول الإقليم استيعاب المخاطر التي ستترتب على الحرب لو اندلعت شرارتها في اليمن، والتي قد تتجاوز بفعل تأثيرات وعوامل أخرى حدود اليمن.

إضافة إلى أن وضع اليمن - بل والمنطقة - لا يتحمل المزيد من المعاناة والحروب؛

 فاليمن بعد الحصار والدمار وانقطاع المرتبات لأكثر من تسع سنوات لن يتحمل.  

وانطلاقًا من هذ الشعورِ بكلِّ هذه المخاوف؛ فإننا ندعو جميع الأطراف لاستشعار المسؤولية، والعمل على ضبط النفس، والبحث عن حلول عبر الحوارات المستمرة؛

 باعتبار القضية هي قضية سياسية بالدرجة الأولى، والملفات الاقتصادية والعسكرية وقرارات البنوك الأخيرة ليست إلا نتيجة لتعثر الملف السياسي؛ 

وبالتالي: ترحيل الملف السياسي دون حل واضح والبحث عن معالجة الملفات الأخرى.. يعني الهروب للأمام والقفز إلى الظلام.
 
 لذلك على الجميع أن يدركوا أن القضية قضية شعب وبلد، وأن أي مغامرة في حرب من هذ النوع وفي هذه الظروف قد تعصف بالكل، وتغرق المنطقة كما أغرقت العراق وليبيا. وبالتالي يصعب السيطرة عليها أو الخروج من مستنقعها. 

وأقترح إشراك قوى أخرى في المفاوضات باعتبار المشكلة سياسية؛ لضمان الوصول إلى نتيجة توافقية ترضي جميع الأطراف، فالبلد بلد الجميع واليمن ملك كل اليمنيين، ولابدّ من أن يصل اليمنيون إلى نتيجة في كيفية إدارة بلدهم وإقامة دولتهم. 

** رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً