على فرقاء الصراع في اليمن أن يعوا خطورة المرحلة

ينبغي على فرقاء الصراع في اليمن -مهما تباينت مواقفهم- أن يعوا خطورة المرحلة؛ فالمؤامرة على اليمن -بسبب بعض المواقف - كبيرة أكبر مما يتصوره البعض، 
وإذا اندلعت حرب في اليمن فستكون حربا متداخلة، وستشترك فيها أكثر من دولة عربية وأجنبية، وستعمل الحرب على إخراج المتصارعين من السلطة بعد سفك دماء كثيرة وتدمير اليمن بالكامل،
 وستأتي قوى تحكم اليمن جديدة، مثل ما أتوا بقوى تحكم العراق بعد غزوه.
إنني عندما أسمعهم يُقيِّمون اليمن أنه يمثل خطرًا استراتيجيا، ويملك قوة ضاربة ترتفع لديّ وتيرة الخوف والقلق؛ لأن ذلك يذكرني بالسيناريو الذي استخدم في العراق قبل غزوه عندما كانوا يقولون أنه يملك قدرات عسكرية هائلة وأسلحة دمار شامل ووو إلخ. 
 وهكذا إذا أرادوا ضرب بلد بدأوا بتضخيمه والتهويل من شأن قدراته العسكرية.
وهناك تخوف من أن تتحول اليمن إلى ساحة صراع بين روسيا وإيران من جهة وأمريكا وبريطانيا وبقية دول الغرب من جهة؛ 
حيث تحاول روسيا عبر حلفائها وعلى رأسهم إيران جر أمريكا ومن معها إلى حرب في اليمن؛ ليتسنى لروسيا الانتقام من أمريكا لدعمها أوكرانيا.
وكل هذا السيناريو تحت يافطة القضية الفلسطينية إل أن أمريكا رفضت أن تنجر واكتفت بـ إسرائيل تستهدف خزانات النفط في الحديدة، وإيصال رسالة لإيران وكل المحور،
 وهكذا يحاولون جر اليمن وجعله ساحة صراع لقوى دولية بموافقة وتهيئة قادة الصراع في الداخل؛
 لأن أطراف الصراع في اليمن كلٌّ منتظر توجيهات حليفة الداعم يفصل له مواقف مقابل تشبثه بكرسي السلطة الملطخ بالدم ولو مات الشعب كله ودمر اليمن وعادوا به إلى العصر الحجري ما همّهم... 
 والشعب أصبح مسلوب الإرادة منتظر القدر، وكيف ( يذ بح )،  ومن الذي (سيذبحه  )، وكيف ستكون طريقة ( ذبحه  )؟؟!
 وهكذا حل الدبور باليمنيين نتيجة عمالة ساسة هذ البلد المنكوب وغبائهم وحرصهم على الزعامة والتسلط على رقاب الناس بالقهر والغلبة، 
ولذا ينبغي على أطراف الصرع أن  يعوا حجم المخاطر من حولهم ويتقاربوا،  فالحل داخليا قبل فوات الأوان، وقبل أن يخسروا ويخسر اليمن كل شي..

** رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً