لابد أن نؤمن بالتنوع والشراكة في إدارة وطننا وبيتنا جميعا

اليمن أصبح في مهب الريح في ظل الانقسامات والتباينات والأحقاد والأنانيات التي تعيشها القوى السياسية المترهلة، 

حيث أصبح تفكير كل طرف هو: كيف ينتقم من الآخر؟ 

ولم يستشعروا أين نحن اليوم، وإلى أين قد أوصلوا البلد، وعادهم في نفس الشحنة.

يكشف للمتابع مدى الحقد. والأنانية وعلى سبيل المثال: انقسامات النخب والمجتمع عند عودة أحمد علي عبدالله صالح للمشهد السياسي بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات، فتجدهم بين مستبشر ومرحب، وبين مستاء وناقم، دون النقاش بتجرد ولما فيه المصلحة العامة للبلد، وكأنها حلت المصيبة، مع أنه في الأول والأخير يمني. 

ومعنى يمني: أي صاحب حق كما أنا وأنت يحق له أن يرشح نفسه مثل غيره، وأن يتبنى مشروع سياسي مختلف لما أنت عليه كغيره من اليمنيين، 

وعلى الإخوة في الإصلاح والأنصار و الأحزاب الأخرى تقديم المرشحين والصندوق الحكم، لابد أن نؤمن  بالتنوع والشراكة في إدارة وطننا وبيتنا جميعا، ونقبل ببعضنا البعض مهما تباينت أفكارنا وقناعاتنا.   

 لكن الحقد والأنانيات واستحضار الماضي مشكلة؛ لأنه لن يخرج اليمن من المحنة التي يعيشها ونغلق دائرة العنف حتى تغلق جميع القوى صفحة الماضي، وأن يعترف كل طرف بالآخر.

 فتجربة أكثر من عقد من الزمن -أحرقت الأخضر واليابس- كفيلة بأن تجعلنا جميعا نتراجع في التفكير ونعيد صياغة أفكارنا بشكل آخر قائم على خدمة ومصلحة الوطن، نحن نعلم والعالم يعلم أنكم المشكلة؛ 

أصلحوا أنفسكم، الخلل فيكم أنتم أيها الساسة، ولا يوجد أي  خلل إلا فيكم وإلا أفسحتم المجال لغيركم أشرف لكم ولليمن.

 ما لم، فكما دمروا اليمن وضيعوه في الماضي والحاضر سيضيعونه في المستقبل،  وينتهي على أيديهم شيء اسمه اليمن، وسيسجلهم التاريخ في أسوأ صفحاته، وتلعنهم الأجيال المتلاحقة. 

* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً