التعصب العرقي سلاح ذو حدين

التعصب العرقي السلالي لدى الحوثيين سلاح ذو حدين. فهو يعزز قوة الجماعة وتماسكها أمام شعب كبير متنوع ومتباين، لكنه في ذات الوقت سبب عدم مشروعيتها وتقبل الناس لها والأمر الذي يجعل اليمنيين يكرهونها ويحقدون عليها.
وبالرغم من تنامي أحقاد اليمنيين ضد السلالة بسبب معتقدهم العنصري وتعصبهم العرقي، إلا أن الحوثيين سيستمرون في التمسك بعنصر القوة ولو على حساب أي عوامل أخرى على رأسها قبول الناس.
لدى الحوثيين استعداد للتعايش مع كراهية اليمنيين لهم بسبب العنصرية العرقية، لأن تكلفة تخليهم عن التعصب العرقي يعني تخليهم عن السلطة وقدرتهم على السيطرة واخضاع الناس والتحكم في أموالهم وأراضيهم وثرواتهم.
لا الحوثي سيترك التعصب العرقي للهاشميين في اليمن لأنه يعتبر ذلك دين بالنسبة له ووسيلة سهلة للنهب والحكم، ولا الشعب اليمني سيقبل التعايش مع العنصرية المفروضة عليه لأنها تمس كرامته وتسرق منه حقوقه وتستعبده في أرضه.
ولهذا سيستمر هذا الخلاف حتى ينتصر الشعب على السلالة في نهاية المطاف باذن الله.. إذ لا يمكن تقبل الناس لهذا الوضع الشاذ إلى ما لا نهاية.
ومن المهم هنا التأكيد بأن حكم العرقية (الإمامة) يختلف عن حكم الأسرة (الملكية).
يختلف الحكم الإمامي عن النظام الملكي. ذلك لأنَّ الأوَّل حكم ثيوقراطي كهنوتي يستعبد اليمنيين باسم الدين وأكذوبة الحق الإلهي أوَّلًا. 
ثانيًا لأنَّ الإمامة قائمة على حُكم السلالة العرقية وليس الأسرة. في دول مختلفة، تحكم أسَر ملكية مُعَيَّنة وأعداد مَن ينتمون إليها قليل جدًّا ضِمْن نظام ملكي يُعطي مناصب محدودة للغاية لمَن ينتسب للأسرة المالكة، فيما عدا ذلك يشترك كافة أفراد المجتمع ومُكوِّناته في إدارة وتسيير مؤسسات البلاد. 
لكن الإمامة في اليمن يعني حُكم الأقلية السلالية بالمُطلق.
بناءً على نظرية البطنين الإمامية في اليمن، فإنَّ كُلَّ فرد من أفراد هذه السلالة هو ملك وحاكم ورئيس وقائد ومدير وصاحب المال والجاه والسلطة في المكان الذي يتواجد فيه وفق معتقدها الديني العنصري. 
وإذا كان عدد أفراد هذه السلالة 200 ألف شخص مثلًا، فكُلُّ فرد منهم يعتبر ملكًا على المنطقة التي يعيش فيها أو المؤسسة التي يعمل بها على أساس إقصاء بقية اليمنيين ليبقوا مجرد تابعين بلا حيلة أو أي تأثير.