انزع الأقنعة

دعْ العواطفَ لتقفَ على الحقائقِ المرعبةِ . . دعْ الشعاراتِ الكاذبةَ ، ونكرانَ الظلمِ الثقيلِ ، وادعاءاتُ العدالةِ والمساواةِ وغيرها منْ المزاعمِ التي تندرجُ في إطارِ إفكِ السلطةِ وإعلامها الكاذبِ والمخادعِ . . 

انزعْ الأقنعةَ عنْ الوجوهِ لترى حقيقةً منْ يحكمونَ . . أغسلُ الوجوهُ التي تطلى بمساحيقِ التجميلِ لترى الدمامةُ كلها.

لا تتعلقُ بالشعاراتِ الزائفةِ المقصودَ منها التعبئةُ والتحريضُ على حسابِ الحقيقةِ . . لا تسمعُ الهذيانَ الذي لا يغني ولا يشبعُ منْ جوعٍ . . 

لا يغريكَ نمقَ الكلام عنْ المستقبلِ المخمليِ والوعودِ الخادعةِ التي تزعمها السلطةَ وأجهزةَ إعلامها الرسميةَ والمساندةِ والموجهةِ لمسخِ الحقائقِ ، أوْ قلبها رأسا على عقبٍ .

مارس وجودك بقدر ما تستطيع من الاستغراق، ولا تستهن بقدراتك، فالصغير يكبر، والقليل يكثر إن أردت.. ابحث عن المستقبل بنفسك؛ 

لأن "المستقبل لمن يبحث عنه"، وابذل ما في الوسع من مجهود، وثابر بحثا عن الحقيقة التي تداريها السلطة والحكام عن الأعين، وأعلنها للناس.. لا تكسل ولا تكل ولا تتكل.

أمط اللثام عن الإعلام المخادع الذي يجمّل المسوخ البشرية المرعبة، ويداري ما يجب أن يعرفه الناس عن بشاعة وفساد الحكام.. 

الإعلام الذي يصنع الأصنام، ويؤله الطغاة، ويصف الخراب بالمنجزات، ويجعل من التخلف سلطان على الحاضر والمستقبل.. الإعلام الذي يشوه الوعي ويقرف الوجود، ويظلل الرأي العام.

إن من يريد أن يعرف جوهر السلطة، أو يجد فهما مقاربا لطبيعتها القمعية والمتوحشة، فما عليه إلا أن يعرف ماذا يحدث في معتقلاتها وزنازينها من قمع وتعذيب ووحشية.. ربما الموت هناك يتحول إلى أمنية.. 

ربما تتذكر إحدى شخصيات جان بول سارتر في روايته "موتى بلا قبور" وهو يقول: "الناس يموتون على فراشهم وهم مستريحون.. ما أسعدهم ما أسعدهم.." في المعتقلات ترتكب الفظاعات كلّها.. هناك ستكتشف مدى قبح السلطة ودمامتها المتوحشة.. 

لا أتحدث عن صنعاء فقط ولكن أتحدث عن سلطات الأمر الواقع هنا وهناك