أهل البيت ووجوب اتباعهم؟


سأحاول تناول موضوع "وجوب اتباع أهل البيت"؛ لأن كل طائفة تستغله بأنّها المقصوده والمعنيةً بذلك دون غيرها، وأصبح يستخدم ضمن وسائل ألإرهاب الفكري الذي يسعى لمصادرة العقل وحجيته، وسأناقشه مناقشة علمية وموضوعية مجردة، قابلة للنقاش. 

- أولًا: من هم أهل البيت الذين يجب على الأمة اتباعهم؟! 

• هل هم فقط الخمسة "أهل الكساء" الذين جمعهم النبي صلوات الله عليه وآله تحت ردائه وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا"، بعدما تزل قوله تعالى:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؛. 

• أم أن "أهل البيت" يشمل ذرية الحسن والحسين ما تناسلوا فمن اين ، ومهما يكن فالاية لم تشر  اوالحديث الى قضية وجوب الاتباع من عدمه ؟! 

 وبناء على أنّ "أهل البيت" يشمل الذرية، وعلى وجوب اتباعهم فكيف يتم ذالك وهم مختلفون فيما بينهم ، ومقسّمون على كل المذاهب، منهم من هو شافعي، ومنهم من هو حنبلي، ومنهم من هو زيدي... إلخ من مختلف المذاهب؟

فلمن يكون وجوب الاتباع لأي منهم؟!

- وعندما يتم اتباع من ينتمي منهم لمذهب معين) السنا نكون قد خالفنا (من ينتمي منهم لمذهب اخر)؛ فكيف يكلفنا الله بشي غير ممكن ؟؟

وعند القول بوجوب اتباعهم يرد السؤال التالي:

وهو في أي موضوع يتم اتباع "أهل البيت"؟

• هل في "أصول الدين"؟ 

 فالزيدية كما في (مقدمة الأزهار) وغيرها من مصادر الزيدية ومراجعها، لا تجيز التقليد في مسائل "أصول الدين"؛ لأنها مسائل "عقلية علمية عقدية" المطلوب فيها اليقين، والتقليد لا يفيد إلا الظن، فلا يمكن أن يُكتفى بالظن في معرفة الله!!

• أم في "المسائل الفرعية"؟

فالزيدية أيضا مجمعة على أن "كل مجتهد فيها مصيب"، بل أنه لا يجوز للمجتهد أن يقلد في المسائل الفرعية الاجتهادية!!

إذًا فما هو الذي يجب على الأمة اتباع أهل البيت فيه؟

خصوصًا أن الذّرية -كما أسلفنا- فِرق متعددة، كل فرقة تنكر أحقية الأخرى! 

 وهل المقصود باتباع "أهل البيت عليهم السلام"؟

 أفرادهم؟ فكيف يأمرنا الله باتباع غير المعصومً والمعرض للخطأ كغيره من الناس !!

أم أن المقصود بذلك  إجماعهم كما هو رأي  اغلب الزيدية؟

فكيف يتم إجماعهم مع تفرقهم،  وكيف يتم معرفة أنهم قد أجمعوا على أمر ما؟

* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً