المجتمعات القائمة على الخوف

المجتمعات العربية والاسلامية مجتمعات تعيش بالخوف وتتغذى على الخوف وتفعل اشياء غير مقتنعة فيها بدافع الخوف .. ماذا يعني هذا الكلام بالتحديد ..!!

الم يخبركم صديقٌ مقرب .. صديقة مقربة .. رجلٌ كبيرٌ في السن ..شابٌ ما .. بانهم يقومون باشياء كثيرة بدافع الخوف من المجتمع ومن ردة فعلهم .. كم من الناس يصلون لأنهم يخافون من ردة فعل المجتمع تجاههم اذا لم يصلوا واذا لم يذهبوا الى المسجد .. كم هناك من اشخاص يتظاهرون بإيمانهم خوفاً مما يمكن ان يقوم به المجتمع لمجرد معرفتهم بعدم ايمان الشخص .. كم من الاشخاص يتظاهرون بالبر والتقوى والصلاه وهم يرتشون ويظلمون وينهبوا ويضطهدون نسائهم واطفالهم في البيت .. كم من الاطفال يجبرون على الذهاب للمسجد بدافع الخوف من آبائهم وعقاب امهاتهم .. كم الطفلات يرتدين الحجاب لانهم يخفن من نظرة المجتمع لهن ولعائلاتهن ويفعلن ذلك بدافع الخوف من الاهل .. كم من البنات تتظاهر بعدم الحب وبرفضها للعلاقة بين الرجل والمرأة بدافع الخوف من المجتمع الذي سيراها كعاهره بمجرد ايمانها باهمية الحب والعشق والغرام .. كم من الاشخاص يسمعون الموسيقى والاغاني في الخفاء لأن عائلاتهم تحرم الموسيقى فيضطرون لفعل ذلك بالخفاء .. نحن مجتمعات تتغذى على الخوف وتكبر في الخوف وتشعر بانتمائها للدين بدافع الخوف .. نؤمن بالخوف ونحمل افكاراً لاتشبهنا بدافع الخوف ..ونخشى ان نقول مانفكر به بسبب الخوف .. وننافق المجتمع بدافع الخوف

اذا اردت ان ترى المجتمع بشكله الحقيقي امنحه الحرية الكاملة في اختيار مايريد فعله لتعرف النسخه الحقيقية من الاشخاص بدون الميك اب الذي يضطهر كثيرٌ من الاشخاص على ترميم ملامحهم وافكارهم به كي لايعانوا من المجتمع ومن اضطهاده لهم .

يجب ان يضمن المجتمع لنا حرية الاختلاف وحرية الخطأ ايضاً كي نبدوا على مانحن عليه لا كما يريد الناس ان نكون عليه وهذا مايحصل غالباً في المجتمعات العربية والاسلامية .

منذ سنتين عرفت الكثير من اللادينيين والعلمانيين والملحدين والبهائيين والذيين يخفون ذلك بسبب خوفهم على حياتهم .. ماذا تريد من مجتمع منافق يفعل كل شي كما يريده الاخرون 

المجتمعات التي تبني حياتها وتصرفاتها على الخوف وتحت تأثير الخوف لاتكون حقيقية على الاطلاق وفي اللحظات الحاسمة سيتم اكتشاف كم هائل من الزيف او الاضطهاد .

اعطِ لمجتمعٍ ما الحرية حتى تكتشف الحقيقة المختبئة خلفهم .. ماذا يفيد ان تكون مجتمعاً مسلما او مؤمنا بالعادات والتقاليد او الشرائع التي خلفها لنا التراث اذا لم يكونوا مقتنعين بذلك .

اسوا مظاهر الاجبار المجتمعي تبرز في الايمان .. حيث تجد كثيرون من الناس لايؤمنون  ولكنهم يتظاهرون بذلك ..لايصومون ولكنهم يتظاهرون بالصوم .. غير مقتنعات بالحجاب ولكنهن يتظاهرن بذلك لأنهن لايملكن حلاً آخر .

ثم نستغرب اذا خرجوا الى بلدان يتم فيها الحفاظ على حق الشخص في الاختيار فيعيشون كما يريدون واذا بنا نشير باصابعنا اليهم ونقول انحرفوا .. هم لم ينحرفوا ..هم فقط تحرروا من شبح الخوف وغيلان الاجبار المجتمعي .

كل المجتمع يمارس هذا الاجبار ويقتل الحرية الشخصية للفرد من البيت الى المدرسه الى الجامعة الى الحي الذي نعيش فيه .

ان اجمل المجتمعات واروعها واكثرها انتاجاً وافادة للعالم وللحياة هي تلك المجتمعات التي ليست بحاجة للنفاق من اجل ارضاء الاخرين

المختلفون في المجتمعات العربية والاسلامية مغلوبون على امرهم .

تتدعي بعض المجتمعات العربية والاسلاميه عدم وجود الملحدين والمسيحيين وآخرون من معتقدات اخرى بينهم وهذا ليس صحيحا بالمرة .. هم موجودون وبشكل مخيف كما فضحت ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ولكنهم يضطرون الى اخفاء كل شي حفاظاً على حياتهم وتجنباً للاضطهاهد والقليلون الذين يملكون الشجاعه لمصارحة المجتمع بما يفكرون ويرفضون عمل ادوات التجميل على شخصياتهم يعانون كثيراً ويسبون ويشتمون ويعزلون ويقتلون كما رأينا في الفترة الاخيرة مع بعض الشباب المشرق في اليمن والسعودية ومصر .

قبل اشهر قدمت محاضرة عن الديانة الايزيدية وقرات وسمعت لعلماء من الطائفة يعيشون في الغرب وقالوا بصريح العبارة ان المجتمعات الايزيدية في الوقت الحالي اقرب الى الاسلام من الايزيدية وذلك بسبب الاجبار المجتمعي حيث اضطرت المجتمعات الايزيدية الى مهادنة المجتمعات الاسلامية كي لايثيرون غضبهم فحرموا الخمر وحرموا العلاقات الحميمية والحب وارتدوا الحجاب وفعلوا اشياء اخرى كثيرة هم غير مقتنعين فيها ولكنهم اضطروا لفعل ذلك من اجل المحافظة على وجودهم ورغم ذلك لم يسلموا من الفكر الداعشي المتطرف الذين لايقبل الا بالخضوع مائة بالمائة الى افكارهم وشرائعهم .

عندما نتحرر من الخوف في المجتمعات العربية والاسلامية سنرى مجتمعاتنا على حقيقتها وحينها يجب ان يكون هناك قانون حقيقي يضمن لكل مختلف بالفكر والعقيدة حرية العيش والبقاء على قيدة الحياة.