شرعية هادي أشبه بالطاعون الأسود

أنتهت أحداث 2011 بالمبادرة الخليجية التي أوصلت هادي إلى أن يكون رئيسا توافقيا لمدة عامين. لم يصدق هادي نفسه أنه أصبح رئيسا لليمن فترك قضايا الدولة والحكم لابنه يعبث بهما وراح يبحث عن رئاسة المؤتمر الشعبي العام.

وهاهو اليوم أيضا وبعد ثلاثة أعوام من منحه الشرعية من قبل المجتمع الدولي مازال يبحث كيف يبحث كيف يقع رئيسا لمجلس النواب.
هنالك حراك غير عادي ومحاولة شراء ذمم البعض من أعضاء مجلس النواب وتهديد آخرين بقصف بيوتهم أو تضييق الخناق على إقامتهم في بعض البلدان.
عجزوا عن دخول اليمن من بوابة الانتخابات فأرادوا أن يدخلوها من بوابة العدوان.

لقد بنى هادي حوله شرعية تشبه الطاعون الأسود الذي كان يفتك بالناس في القرون الوسطى. من يصدق أن كل الذين حول هادي من مفكرين وقادة رأي ومشايخ ووزراء يبحثون عن شرعيتهم على حساب شعب بكامله؟

يحرقون بلدا عمره خمسة آلاف سنة دون أن تأخذهم الرحمة ولم يتذكروا فضله عليهم حين أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

يبحثون عن شرعية أفراد في الوقت الذي أصبحت الحالة الإنسانية في اليمن كارثية. منظمة الفاو أعلنت في فبراير 2017 أن الوضع في اليمن يمثل أكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال: هناك 17 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدة غذائية، في حين يواجه 7 مليون من هؤلاء حالة طوارئ تتعلق بالأمن الغذائي، في حين أن هناك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، مع وفاة طفل واحد كل عشر دقائق من أمراض يمكن الوقاية منها؛ في حين يوجد أكثر من مليونين من المهجرين قسريا داخل البلد، في حين أن عواقب النزاع الجاري مدمرة للبلد وسكانه. وعلى الرغم من النداءات الدولية من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة إلا أن أطراف الصراع مستمرة في القتل والتدمير. قتل في هذه الحرب عشرات الآلاف وجرح مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية تدميرا كاملا وانهار النظام الصحي والتعليمي وتوقفت المرتبات وانتشرت الكوليرا والإسهال المائي الحاد ليصل عدد المصابين إلى أكثر من 100 ألف حالة وأكثر من 1500 حالة وفاة

هناك أكثر من 350 ألف طفل لم يتمكنوا من استئناف تعليمهم في العام الماضي وأكثر من مليوني طفل لم يلتحقوا أصلا في المدارس.

بعد هذا كله أي شرعية هذه التي تبحث كيف تفتت مؤسسة مجلس النواب المؤسسة الوحيدة التي مازالت متماسكة إلى حد ما برغم ملاحظاتنا عليها.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ياترى هل هناك من أعضاء مجلس النواب من سيسقط نفسه في بركة الدم التي تتسع كل يوم؟

أعتقد جازما أن هؤلاء ليسوا بحاجة للاصطفاف مع هذا الطرف أو ذاك بقدر ماهم بحاجة للاصطفاف مع الناس التي أعطتهم الشرعية. فكونوا وسطاء لإنهاء الحرب وليس وقودا لإشعالها من أجل شرعية ارتكبت أعظم محرقة في التاريخ باسم الشرعية

شرعية لم تراع حرمة دين أو قانون أو عرف. شرعية تستمد وجودها من الجثث المبتورة والمتفحمة والدمار الشامل

ويا قومي أليس فيكم من رجل رشيد؟