مسجد برلين سمو الفكرة والهدف (1)

كانت فكرة المسجد الجديد " مسجد ابن رشد جوته " في برلين هو السماح للمراءة  والرجل بالصلاة في مكان واحد كأخوة واصدقاء واقارب ومعارف وجيران ، فكرة انسانية للغاية. والحق اني كنت منذ مدة طويلة جداً اتسأل لماذا تصلي النساء في مكان منفصل عن الرجال؟ وما وجه الدعوى في ذلك ؟ خاصة ان من يدعون انهم يطبقوا سنة الرسول تجاهلوا هذه السنة بالذات وهي صلاة النساء والرجال في مكان واحد وبدون اي حاجز او ستار ، وفي بعض الروايات كانوا يتوضوا مع بعض حتى ان احدى الصحابيات قالت كانت يدي تتخالف مع يدي رسول الله في الوضوء.

كلام واضح تماماً هو الاشتراك في فضاء ديني واحد مشترك وبدون اي ساتر كما ان النساء كن غير منقبات لان الصلاة لا تنفع مع النقاب فما بالكم بالوضوء نفسه.

 صحيح ان الترتيب الصفوف يختلف كان صف الرجال ثم صف النساء وقد وجدت بعض التعليمات كان يكون للنساء مدخل خاص وان لا ترفع النساء رؤسهن قبل ان يرفع الرجال حتى لا يرين سواءات الرجال لأن تلك الايام لم يكن الرجال يلبسوا ملابس دخلية.

 نعم كانت هناك بعض التعليمات ولكن كانوا يصلوا مع بعض بدون حتى حاحز من قماش ، وتخيلوا  ان النساء يسرن الى المسجد فجراً وعشاء يعني يوجد اختلاط في الشوراع والممرات في اناء الليل واطراف النهار ؛ ثم ياتي هولاء يقولوا انهم يطبقوا الدين كماهو فاصلين النساء عن الرجال ليس فقط بالجدران والملابس ولكن ايضاً بالقوانين التى تزدري المراءة التى تقتحم فضاء الرجال.

 وقد ادي ذلك الى فصل النساء عن الرجال في المدارس والجامعات والجوامع والتى تشتق اسمها من جمع الناس وتجميعهم وتحول الجامع الى فضاء ذكوري خاص ، وحتى يتم استرضاء المراءة ترك لها مجالاً هامشياً في بعض الاماكن او الزوايا او ملحقات المساجد.

لقد شاهدت بنفسي الى اي مدى يحتقر الرجل المراءة ويزدريها حتى في دور العبادة

في عام 2009 سافرت الى فيينا مع صديقه عزيزة وهناك كنا بصحبة بعض العائلات اليمنية حيث تسوقنا من سوق يتبع الأمم المتحدة ولا يحق الا لمن يحمل جواز دبلوماسياً دخوله وبعد ان اشترينا مايلزمنا ، قالوا لنذهب لاداء الصلاة في مبني حقوق الانسان في الطابق العلوي ، صعدنا الى الطابق العلوي ، تزاحم الرجال على قسم الرجال المؤثث  بالسجاد الفاخر، ونحن النساء قيل لنا تعالوا وراء هذا الحاجز الخشبي الضيق وصلوا ، التفت واذا به صندوق الاحذية التى يضع الرجال فيها احذيتهم قبل الولوج الى قسم الرجال وكانت النساء تصلي مقابل الاحذية ، رفضت تماماً الصلاة في هذا المكان وابلغتهن ان هذا انتهاك لحقوق الانسان ، كيف تصلين في مكان كهذا محجوز بحاجز خشبي مخصص للأحذية ولكنهن اصرين وانا خرجت بدون ان اصلي في مكان وضعت فيه بجانب الأحذية، وفوق موكيت متسخ ورخيص وقديم للغاية .

 الحادثة الثانية في اسطنبول عام 2011 عندما زرت اسطنبول وذهبت بصحبة صديقتي لزيارة مسجد ايا صوفيا اعظم واجمل مسجد في تركيا على الاطلاق ، دخلت تفرجت على الصالة  الفخمة للغاية بفراشها الوثير وثرياتها المذهلة ولما اردت الصلاة قالوا لا لا الصلاة في مكان اخر ، غرفة ملحقه بالقاعة الكبري فرشها لا يضاهي فرش قاعة صلاه الرجال ولا يوجد فيها اي شئ مميز وبعد ان تأملت الملحق وجدت انه المكان الذي تحفط فيه ادوات التنظيف " المكنسة الكهربائية والمغرفة ومكنسة اليد العادية وبعض قطع القماش اللازمه للمسح . فكرت قليلاً وتأملت الوضع بهدوء وصليت ركعين وخرجت .

 في برلين يوجد مسجد تركي مذهل في منظقه النيوكولن ، من يزور المسجد سوف يذهل من جماله واناقته طبعاً تم تخصيص بعض الاجزاء العلوية للسناء في اوقات الصلاة المهمة كصلاة الجمعة اما في الايام العادية فيصلين في غرفة ملحقة بالمسجد غاية في السوء بموكيت قذر وقديم وممرات محطمه وسلالم غير نظيفه ، 

اما مساجد العرب فهي شئ لا يمكن وصفه ، فقاعات الصلاة للرجال يتم تأثيثها بالفراش الثمين والأنيق والغالي والنساء يتم عمل اما ملحقات او ما يشبه الشريط في الاعلى بحيث يصبحن معزولات تما ما عن الرجال ، اما الفرش فلا يمكن تصوره فهو من الموكيت الرخيص جداً جداً ومع تقادم الأيام يصبح وسخ للغاية خاصة وان الاطفال يحضروا مع امهاتهم، من ناحيه اخرى مساجد النساء هذه لا تستطيع اي كاشفة لشعرها دخولها او الصلاة فيها او حتى مجرد الزيارة فلا بد ان تضع المراءة حجاب على راسها اذا نوت تصلي و لابد ان تلبس طويل حتى لو كانت في فضاء معزول تماماً عن الرجال ، فكرت  في احد الاعياد ان اقتحم الصالة التى يصلي فيها الرجال واصلي ورائهم مثل عهد الرسول ولكني تراجعت بسبب خوفي من ردة فعلهم.

وفي احدى المرات قررت ان أجلس في صف الرجال في احد الاحتفالات بذكرى ثوره فبراير، ولم يكن مسجداً ولكن صالة احتفالات فقط ومنعت منعاً باتاً من الجلوس فقط بجانب الرجال .

 وبالنسبة لنا نحن اليمنيات بالذات فأن الجلوس بجانب الرجال محرم علينا الا اذا كانت المراءة اخوانية وبجانبها جماعة من اخوانها كتوكل كرمان وحورية مشهور ومن يماثلهن اما الانسانة العادية ولتكن من تكون طبيبة او مهندسة او اكاديمية او مفكرة او ربة بيت او حتى طفلة فيجب ان تكون لوحدها مع بقية بنات جنسها فقط .

 هذا العمل المشين خلق مجتمعات مريضه مكبوته تضن ان المراءة ليست سوى للجنس سواء في المدرسة او المصنع او المسجد او حتى في الكعبة نفسها .

#معا_من_اجل_اسلام_متحرر
تنويه " في الحلقة القادمة سيتم الحديث عن دور الدكتورة الهام مانع في نشر الاسلام الإنساني"