هل آن الأوان لعبد الملك للحوثي أن يعتذر للشعب اليمني؟

أعتقد عبد الملك الحوثي أن السراب الخادع ممثلا بالملازم قادرا على صنع المعجزات واكتساب المكانة

لقد قاد اليمن إلى العزلة الخارجية القاسية وجعل منها دولة منبوذة

قد يقول قائل وماذا عن التحالف الذي قاد حربا على اليمن؟ وماذا أيضا عن هادي ومن معه الذين يقودون حربا مدمرة تحت مسمى الشرعية؟ 

أقول هؤلاء يستمدون مبرراتهم من استمرار الانقلاب. في كل الانقلابات التي حدثت عبر التاريخ تحدد الجماعة الانقلابية فترة زمنية لتسليم السلطة. أما جماعة الحوثي فهي تعيش خارج التاريخ. لذلك لازمن لديها . وحينما ستؤرخ لنفسها فستحدد ذلك بزمن الكوليرا.

لقد انحرفت هذه الجماعة عن المسار الدولي وشردت وراء مطامع وأمجاد زائفة، هي بحكم التاريخ والجغرافيا ليست مؤهلة لها

ومازلت أعول على العقلاء من الهاشميين وما أكثرهم أن يأخذوا على يد هؤلاء الذين يصنعون الكراهية كل يوم والتي تؤسس لعدم التعايش في الغد القريب.

أعرف الكثير من هؤلاء العقلاء الغير راضين عن هذه الممارسات. وهم لا يقلون شأنا عن أولئك الرعيل الأول من ثوار 48 و 62.

وقد سمعت من بعضهم أن أحدا لم يسع يوما إلى عزل اليمن قدر ما فعلته هذه الجماعة بسوء سلوكها الذي اتجه نحو تغيب الدولة وتفكيك مؤسساتها.

بوضوح وبصراحة عبد الملك الحوثي عزل نفسه وعزل اليمن معه. لا يوجد قائد في التاريخ يريد الحرية لوطنه وهو يعيش أسير الخوف مختبئا تحت الأرض. لا يوجد قائد في التاريخ يريد النور لوطنه وهو يعيش في الظلام

لقد استنفد كل الشعارات المضللة والأكاذيب التي تجافي كل متطلبات الصدق.

ليس عيبا أن يراجع عبد الملك الحوثي نفسه ويقدم إعتذارا للشعب اليمني ويعود لممارسة حياته الطبيعية يذهب إلى الحقل وإلى المسجد ويمشي في الأسواق دون خوف أو وجل.

الرجوع إلى الحق فضيلة. وإخراج اليمن من هذا البؤس وإعادتها إلى محيطها الإقليمي والدولي فضيلة أكبر

لا يمكن للشعارات الزاعقة في زمن التكنولوجيا أن تسقط دول وتبني دول. من تنادونا بموته يطلع على كل خفاياكم حين تنامون وحين تصحون من خلال تلفوناته التي في أيديكم وبين جنباتكم .

يكفيكم مصادرة لعقولكم التي هي أعظم هبة وهبها الله لكم. لابد من صحوة من كل من يعنيه شأن اليمن من أجل إنهاء هذا الوضع الشاذ المكبل لليمن والمعادي للمجتمع الدولي.

وعلى عبد الملك الحوثي أن يدرك أن ممارسة جماعته قد وحدت الداخل والخارج ضدها. لذلك عليه أن يبادر قبل فوات الأوان بالاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبتها جماعته والمسارعة بطلب العفو وطلب السماح من الشعب اليمني إن كان يعنيه هذا الشعب كما يقول

على هذه الجماعة أن تلتزم بالعودة إلى الصواب حتى لا يحل عليها ظلام العزلة الذي لا نور فيه ولا أمل

ونحن هنا لا نحرض بقدر ما نحاول إرشاد هذه الجماعة التي تعيش أوهام القدرة على العبث بمقدرات الشعب.

من الأهمية بمكان أن تتوقف عن الضجة المفتعلة بكل أدوات التشنج والمزايدة التي تستهدف وضع الشعب اليمني في حالة من الذعر والقلق بواسطة هيستيريا التخويف.

لقد حاولت هذه الجماعة أن تصنع لنفسها دورا أكبر من حجمها اعتمادا على إنتقاء كل ماهو سلبي وعبثي لكي يخدم هدف قتل الروح المعنوية للشعب اليمني وإفقاده أي ثقة بنفسه وبقدرته على النهوض بعد أن يصاب بالمرارة والاكتئاب. وقد عمدت إلى ذلك من خلال منع صرف المرتبات واللجوء إلى فصل كل من يعارضها من وظيفته.

ومن سخرية القدر أن تتوهم هذه الجماعة أنها قلعة الحرية بينما هي تتعامى عن حجم الاستبداد الذي يعاني منه عشرات الآلاف من المعتقلين في سجونها والذين يتعرضون للتعذيب الممنهج

مع مرور الوقت يصاب أفراد هذه الجماعة بالسادية وبروح الانتقام من كل من ليس معها أو مبارك لممارساتها

لكن مهما طال الزمن فإن الشمس سوف تشرق من جديد على أرض اليمن وسوف تنير الطريق للشعب اليمني وستزول الغمة وسيذهب العابثون إلى مزبلة التاريخ.