دورة ثقافية

 اتصل صديقي الكاتب محمد دبوان المياحي بزوجته 
اخبرها انه بخير ويريد يرسلوا له ملابس ومصاريف ،وأنهى المكالمة هكذا : هي دورة ثقافية وبيخرجوني قريب 
هكذا إذن ، تحقق باتصال اليوم وحديثه عن " دورة ثقافية " تحقق ماكنت قد سمعته الأيام الأولى لاعتقاله من أن محمد كان يصرخ بوجوههم اول ما وصل عندهم : والله لأدمركم بقلمي وفكري ، وبعدها كل يوم مجموعة تروح السجن تجادل محمد وتحاول انقاذه من افكاره وثنيه عنها وماشابه ، وهو وياهم صياح ،جادل لك المياحي !!! وإذا كان كذا فالأمر يهون نوعا ما ،صياح جدال افضل من صياح ألم ،ليتهم الا يتبعوا هذا الاسلوب مع كل سجين ،والذكي يقل لهم انا مقتنع ويتخارج . 
اقترح وفقا لهذا انهم من الآن يكونوا بدل مايعتقلوا اي كاتب يختلف معهم يشكلوا لجان متخصصة يكونوا يزورونا ويجادلونا ،ويا تقنعني يا اقنعك ،وكفى الله المؤمنين القتال . 
انتقل المياحي من كونه مغيبا ومختطفا إلى حالة " سجين" بكل ماعليها الحالة من حيثيات هذا التعريف ،وانتقلنا بدلا من البحث عن صاحبنا إلى البحث عن حقوقه والمطالبة بإطلاق سراح كاتب أعزل الا من الكلمات .
الآن نعرف اين هو ، وسنناضل لنصل به الى حيث ينبغي ان يكون ، في منزله بين أسرته وكتبه وتهويماته وضروب انفعالات الفنان الذي حتى وهو في ذروة غضبه وخوفه على بلاده الا انه يشعر بالأمان على نفسه .
بدأوا يترخششوا