هل فعلاً تخلّى الرئيسُ الأسد عن المقاومةِ؟!!.

"إنّهُ مقالٌ طويلٌ، كتبناهُ تعقيباً على كلمةِ الرئيسِ الأسد، خلالَ انعقادِ مؤتمرِ القمّةِ العربيّة - الإسلاميّةَ في الرّياضِ اليوم، وهو مقالٌ طويلٌ يحتاجُ لشيءٍ من التركيزِ والقراءةِ الهادئة"..

هل فعلاً تخلّى الرئيسِ الأسد عنِ المقاومةِ؟!!. 

-جاءتْ إطلالَةُ الرئيسِ بشّار الأسد، في مؤتمرِ القمّة ِالعربيّة - الإسلاميّةِ في الريّاضِ، في لحظةٍ تاريخيّةٍ هامّةٍ تمرُّ بها المنطقةُ، وفي لحظةٍ سياسيّةٍ طالما تمَّ التركيزُ خلالها على دورِ سوريةَ وموقفِها وموقعِها، في جولةِ الصّراعِ الحاليّةِ، إذ أنَّ كثيرينَ كانوا يتكسّبونَ على بعضِ ما يتقيَّؤونَهُ من تهيؤاتٍ رخيصةٍ، حولَ هذا الدّورِ والموقفِ والموقعِ!!..

-لقد تجاوزَ الرئيسِ الأسد في كلمتِهِ كلَّ المنهجياتِ التي رسّخها النّظا.مُ العر.بيُّ الرسميُّ، وكلَّ أنماطِ التفكيرِ التي حكمتْ آلياتِ عملِ هذا النّظا.م، حينَ أمسكَ بأيدي جميعِ القا.دةِ والز.عماءِ، العر.بِ والمسلـ.ـمينَ، كي يضعهم أمامَ المنهجِ الدقيقِ والآلياتِ المنطقيّةِ، للدورِ الحقيقيِّ الذي يجبُ أن تقومَ به هذهِ الأنظمةُ، وصولاً للد.فاعِ عن فلسـ.ـطين ولبنا.ن..

-لقد حرر الرئيسِ الأسد هذهِ اللحظةَ التاريخيّةَ السياسيّةَ، والتي يختصرُها البعضُ بعد.وانِ كيا.نِ الا.حتلا.لِ على "غزّ..ة"، في حين أنَّ الرئيسِ الأسد ، يراها قضيةَ  احتلالِ فلسـ.ـطين والجولانِ، وقضيةَ عد.وانٍ واحتلالِ كبيرينَ، عمرهما عشراتِ السّنوات، والردّ عليهما لا يكونُ ردّاً على عد.وانِ "غزّة"  فقط، علماً أنّهُ مطلوبٌ منّا أن نفعلَ ذلك الآن، لكنّه يجبُ أن يكونَ، في صلبهِ وجوهرهِ، ردّاً حقيقيّاً موضوعيّاً، على قضيةِ الاحتلالِ والعد.وانِ الرئيسيّين..

-كما حرر الرئيسِ الأسد، بعضَ المفاهيمِ من سياقاتِها التقليديّة، والتي لا ترتقي لمستوى المسؤوليةِ، حيث تبقى في إطار الأقوالِ بعيدةً عن إطار الأفعالِ الحقيقيّةِ والمفيدةِ، حينَ تعرّضَ لبعضِ العناوينِ التي يركّزَ عليها بعضُ القا.دةِ العر.بِ والمسـ.ـلمينَ، في مواقفهم وكلماتهم، مثلُ الدّعوة لـ "حلّ الدو.لتين"، وبعض القرا.راتِ الدو.ليّة، والإداناتِ المتكرّرة، والتركيز على مباد.راتِ السّلامِ التي كان يركّزُ ويتمسّكُ بها النّظا.مُ العربيُّ الرسميُّ!!..

-اعتبر الرئيسِ الأسد أنَّ كلَّ هذا التركيزِ على هذهِ العناوين، لا يمكنُ إدراجُهُ في هذهِ المرحلةِ، إلا في إطارِ الأقوالِ، في حين أنَّ المرحلةَ تتطلبُ أفعالاً من قبلِ الحكو ماتِ العربيّة و الإسلاميّةِ ، والأفعالُ التي ركًزَ عليها الرئيسِ الأسد ، هيَ أفعالٌ مدعومةٌ بأهدافٍ وأدواتٍ حقيقيّةٍ، تدعمُ مقا.ومةَ الشّـ.ـعبِ الفلسـ.ـطينيِّ، وهذا الدّ.عم الذي يراهُ الرئيسِ الأسد ، ليسَ محصوراً بمستوى أو بشكلٍ واحدٍ، بمقدارِ ما هو محصورٌ بهدفٍ واحدٍ، وهوَ هز.يمة الأيد.يولو.جيا النا.ز.ية التي يعتنقها هذا الكيان، ليسَ ممثلاً بحكو.ماتهِ فقط، وإنّما ممثلٌ بمجتمعهِ الذي يُختصرُ بقطعانٍ من المستو.طنين، لا يؤمنونَ إلا بعقيدةِ القـ.ـتلِ والا.رهابِ والتّو.حُّش!!..

-يتجاوزُ الرئيسِ الأسد التّهمةَ التي يوجّهها البعضُ لسو.ريّة - باعتبارها جزءاً من محو.رِ المقاومة، أو من دعمِها لأطرافِ المقاومة - وصولاً إلى دعوةِ جميعِ  الحكو ماتِ العربيّة والإسلاميّةِ، كي تمارسَ هذا النمطَ من المقاومةِ، اقتصاديّاً وسيا.سيّاً وعسكريّاً، اقتصاديّاً من خلالِ دعوةِ الدّ.ول العربيّة والإسلاميّةَ لقطعِ كاملِ العلاقاتِ الاقتصاديّةِ مع هذا الكيان، وسيا.سيّاً من خلالِ قطعِ كاملِ علاقاتِها السيا.سيّةِ معه أيضاً، وعسكر.يّاً من خلالِ إيمانِهِ الكاملِ با لمقاومة، باعتبارها الوسيلةَ المشروعةَ الوحيدةَ التي يفهمها هذا الكيا.ن، وصولاً إلى دعوةِ الدولِ العربيّة والإسلاميّةَِ، كي تدعمَ هذهِ المقا.ومةَ عسكر.يّاً أيضاً!!..

-يؤكّدُ كلَّ ذلك، أنّ الرئيسِ الأسد لا يرى بهذا الغربِ الذي يطالبُ القا.دةُ العربُ  والمسـ.ـلمونَ باللجوءِ إليه، سعياً لتطبيقِ القرا.راتِ الدّو.ليّةِ، أو سعياً لسلا.مٍ يحفظُ حقَّ الشّـ.ـعبِ الفلسـ.ـطينيِّ، وصولاً لحلِّ الدّو.لتينِ، إلّا غرباً ا.ستعما.ريّاً قائماً على نهـ.ـبِ الشعو.بِ وقتـ.ـلها وا.ستعمارِها، وبالتالي فإنَّ التعويلَ عليه، لن يضمنَ لنا حقوقَ الشّـ.ـعبِ الفلسـ.ـطينيَّ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ!!..

-بهذا لا يكون الرئيسِ الأسد قد تخلّى عن المقاومة، أو تخلّى عن فكرةِ المقاومة، باعتبارها خَياراً لمواجهةِ كيا.نِ الا.حتلا.لِ، وإنّما ذهبَ أبعدَ من ذلكَ بكثيرٍ، عندما اعتبرَ المقاومة سبيلاً وحيداً للخلاصِ من هذا ا.لكيا.نِ، وهو بذلكَ لم يكتفِ بأنْ يبقى ضمنَ حدودِ محو.رِ المقاومة التقليديِّ، بمقدارِ ما فتحَ البابَ على مصراعيهِ، كي تنهجَ جميعُ الدولِ العربيّة والإسلاميّةَِ، هذا المنهجَ الوحيدَ الذي يعيدُ حقو.قَ الشّـ.ـعبِ الفلسـ.ـطينيِّ، وينهيَ فصلاً طويلاً من الاحتلالِ والهيـ.ـمنةِ والقـ.ـتلِ والنّهـ.ـب، على كثيرٍ من شعو.بِ المنطقة!!..

-وأكثرَ من ذلك أيضاً، فإنَّ الرئيسِ الأسد، يرى بأنَّ الدو.لَ العربيّة والإسلاميّةَ، إذا لم تأخذ بمنهجِ الأفعالِ لا الأقوال، بمعنى أنّها إذا بقيتْ تتحدّثُ عن محدّداتِ تقليديّةٍ - مثلَ القراراتِ الدّو.ليّةِ، وحلّ الدّو.لتينِ، والتركيزُ على خَيارِ السّلامِ، في ردّها على هذا الاحتلالِ، القا.تلِ والمجر.مِ وغيرِ الإنسانيِّ - وهي محدّداتٌ قانونيّةٌ وأخلاقيّةٌ وإنسانيّةٌ، لا تناسبُ الواقعَ الموقعَ واللحظةَ والحالةَ التي ينطلقُ منها هذا الكيان ، ولم تذهبْ هذهِ الدّ.ولُ إلى الأفعالِ الحقيقيّةِ التي تناسبُ هذا الواقعَ والموقعَ واللحظةَ والحالةَ التي ينطلقُ منها هذا الكيان، في عد.و.انِهِ على فلسـ.ـطينَ ولبنا.ن، بمعنى لم تأخذ هذه الدّولُ ، بالمقاومة سبيلاً وحيداً للردِّ عليه، فإنّها سوف تكونُ جميعُها شريكةً في الجر.يمةِ التي يمارسُها هذا الاحتلالِ ، بحقِّ شعوبِ  أبناءِ المنطقةِ!!..