على الحركات الإسلامية مراجعة سياستها مع شعوبها

باعتقادي أن سياسة "الحركات الإسلامية" أو الأحزاب ذات الخلفية الأيديولوجية، وطريقة تعاملها مع بقية شعوبها غير عادلة، وينبغي عليها مراجعتها وتلافي ما وقعت فيه من أخطاء قبل أن تسقط في وعي الشعب الجمعي فتصبح كجماعة القاعدh وأخواتها؛ وذلك لأنها تعمل على تأمين وضع أتباعها في كلّ متطلبات حياتهم، من صحة وتعليم إلى غيرها من الكماليات لضمان العيش الكريم لهم، دون أن تلتفت إلى بقية الشعب أو تحسب له حسابا في سياساتها،

 رغم أن صرف ذلك يكون من موارد الشعب العامة.

 بينما بقية الشعب يعيش حالة عوز وفقر وعجز عن توفير أبسط حاجياته الضرورية، ولم تراعِ وضعه المعيشي، بينما قد تكون هي من تسببت في معاناته لدرجة أن البعض تنهكهم الأمراض ولا يقدر على توفير حق العلاج  أو زيارة المستشفى، 

وهذا ما نراه في بلدنا حيث البعض أجبرته الظروف على ترك تعليم أولاده لعدم قدرته على توفير متطلبات التعليم؛ ولهذا تظل هذه الحركات في حالة عداء مع بقية الشعب، ويظل الشعب يعمل جاهدا لبناء دولة ليعيش الجميع حياة العدل والمساواة، 

معتبرا أن الدولة وحدها هي الكفيلة بالنظر إلى شعبها نظرة عادلة مهما اختلفت أعراقهم ومعتقداتهم وألسنتهم وألوانهم.

 إن قيام تلك الحركات والأحزاب بإطلاق مواقف ضد دول أو جهات ما، وتبنِّي سياسات وفقا لقناعاتها ينتج عنها صراعات وحروب مع تلك الأطراف على الشعب كله، فيما ظروف الشعب لا تساعده على تحمل نتائج مواقفها تلك، 

لكنها تفرضها عليه وتضعه أمام الأمر الواقع؛ دون أن تضعه في حساباتها كالمحسوبين عليها وهذا ما جعل الشعوب تعيش بين صلف الخارج وتجاهل الداخل.

وهذه السياسة باعتقادي أنها غير صحيحة للأسباب الآتية:

أولًا: أنها تخلق العداوات والانقسامات بينها وبين أبناء الشعب؛ لأنها تعيش رغد العيش وبقية الشعب يتكبد الفقر والعوز والجهل والمرض. 

ثانيًا: لأن هذه السياسة ليست في صالح الحركات نفسها؛ لأنها تجند الشعب ضدها وتفقدها حاضنتها الشعبية حتى لو كانت تقاتل الشيطان الرجيم؛ لأن الحاجة تغير مواقف الإنسان مهما كان؛

 ولذا كان الأنبياء (عليهم السلام) يجعلون تأمين حاجيات الإنسان الغذائية والأمنية وإقامة العدل أساس دعوتهم، 

قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).

ثالثًا: وهو الأخطر، أنها تساعد العدو على تجنيد العملاء مقابل أن يحصلوا على ما يسد عوزهم، وقد يكون هذا هو ما جعل هذه الحركات أو الأحزاب تعيش حالة خصومة مع مجتمعها تزداد يوما بعد يوم، وبهذا نقدم أعظم خدمة للعدو وبالمجّان.  

ما يعني أن الحركات ملزمة، إما بأن توفر لبقية الشعب ما توفره للمحسوبين عليها ومن ثم من حقها أن تطلق أي موقف تتبناه.

وإما أن تفرض على نفسها أن تعيش نفس ما يعيشه بقية الشعب من العوز والحاجة دون تمييز.

أما أن تعيش حياة سعيدة من الأموال العامة للشعب وتحرم بقية الشعب من أبسط حقوقه، وتتركه يعيش عوز الحاجة بسبب المواقف التي تطلقها والتي تسببت في تأليب دول بكامل إمكانياتها على الشعب وتتركه يتجرع نتائج تلك المواقف من حروب وحصار فوق معاناته، فأعتقد أن هذا موقف غير عادل.

* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً