كان لدينا بلد فدمرناه

حتى 2014 كان لنا بلد يأتي العالم إلينا ونذهب إليه. كانت مطاراتنا تعج بشركات الطيران العالمية. وكانت موانئنا تستقبل السفن من كل أنحاء العالم. دمرنا البلد واستعدينا العالم علينا فلم نعد نستطيع أن نذهب إليه أو يأتي إلينا.

خرجت علينا الشرعية واستصرخت العالم لكي يأتي لطرد الانقلابيين فدمر كل شيء ومازال الانقلابيون يحشدون إلى الجبهات زهرة شباب اليمن ليقتلوهم هناك تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.
وفي المقابل تحشد الشرعية زهرة شباب اليمن تحت شعار مواجهة إيران ورفع العلم في مران.

جميعهم يتفاخرون: الشرعية والانقلاب بقتل بعضهم بعضا. يتفاخرون بما حققوه من نهب لأموال البلد كل من موقعه.

لهم الفخر في أنهم لم يبقوا على كهرباء أو ماء أو تعليم أو صحة. لم يقدم أيا منهم نموذجا يمكن الاحتذاء به

يذهبون بأبنائنا إلى الموت وأبناءهم يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد. يرفعون شعار الجهاد ويحوثوننا على الذهاب إلى الجنة وهم يتشبثون بالحياة.

لقد وصل الأمر إلى حد لا يطاق. الفقر والجوع يحاصر الناس من كل اتجاه. والمليارات تكنز عند طرفي الشرعية والانقلاب

الحالة الإنسانية في اليمن أضحت كارثية.

أضحى اليمنيون الذين يعملون في السعودية مهددون بالرحيل الطوعي من المملكة نتيجة لعدم قدرتهم على دفع الرسوم المقررة عليهم من قبل السلطات السعودية

جاءت السعودية لإنقاذ اليمنيين فاشترت أسلحة بمليارات الدولارات لتضرب بها بلدهم . ودفعت لترامب مئات المليارات لا لشيء فقط لكي يسكت عما ترتكبه من جرائم في اليمن تحت مسمى إعادة الأمل. وهاهي تريد تعويض تلك الأموال من اليمنيين أنفسهم. على اليمنيين أن يعملوا بنظام السخرة ثم يسلمون ما يتقاضونها مقابل عملهم للكفيل ولوزارة العمل السعودية.

فما الذي قدمته الشرعية لهؤلاء؟ وما الذي قدمه الانقلابيون لهم أيضا؟ كل طرف يتحدث باسم اليمن واليمنيين وباسم الكرامة وهو يدوس كرامة أهله وذويه

أحرقوا البلد وقتلوا وشردوا أهله دون أن تأخذهم الرحمة أو يتذكروا فضله عليهم حين أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.

من المخزي أن نجد اليوم من يهاجم قطر دفاعا عن الإمارات والسعودية أو يهاجم السعودية والإمارات دفاعا عن قطر ولا يدافع عن بلده اليمن.

المخطط يسير في اتجاه تمزيق الأقطار إلى دويلات صغيرة بمقاس الإمارات وقطر والبحرين حتى يخلو الجو للدولة الصهيونية. ونحن ماضون في ذلك.

الأخوة في الجنوب يحتفلون بطرد المحتل الشمالي تحت راية الإمارات والسعودية. هم لا يريدون الوحدة مع الشمال المتخلف. لذلك سيسحبون علماء الذرة والطاقة وعلم الفلك الذين جاؤا بهم إلى الوحدة

هناك حالة من النرجسية المرضية والاستعلاء والتعصب المتضخم للذات بعيدا عن إدراك حقيقة الفخ الذي رسم للبلدان العربية. ونحن نسير إليه كما يسير الخروف بين يدي جزاره.

تفكيك اليمن وتدميره هو تهيئة لتفكيك السعودية وتدميرها. أرادت أمريكا وإسرائيل الوصول إلى السعودية على أنقاض اليمن. فلن يكون هناك جيش يمكنه الالتحام بالجيش السعودي ساعة الخطر. وستكون هناك كراهية من قبل اليمنيين ودول الجوار المحيطة بالسعودية وسيتلذذون بما يجري لها

فهل تفيق السعودية قبل أن يأتي الدور عليها؟ وهل تفيق جميع الأطراف اليمنية قبل أن تمزق الوطن وتخلق صراعا دائما يجافي الاستقرار؟ الوطن يتسع للجميع. فقط كونوا مع السلام والاستقرار. فهل أنتم فاعلون؟