معضلة أخرى على كاهل الوطن ..

ملف قطاع المغتربين اليمنيين متروك بطريقة التساؤلات ونحن نتحدث هنا عن الدور المنوط بالحكومة اليمنية الشرعية والذي لم يكن حاضرا بالمطلق لكي ننتقد أدائه وبالرغم من الثقل الاقتصادي الكبير لهذا القطاع وخصوصا في المملكة العربية السعودية وما يقدمه المغتربين في هذه الأيام من رافد معيشي للمجتمع اليمني من خلال التحويلات المالية التي لا تنقطع يوميا للداخل خصوصا وأننا نتحدث عن مليون ونصف المليون على الأقل مغترب يمني في المملكة العربية السعودية اكتسبوا خبرات عاليه في مجالات أعمالهم سواءا كانت علميه أو فنيه أو في القطاع الحر وتم الاستثمار بهم لمصلحة الوطن وبكل حب وترحيب من أعضاء هذا القطاع إلا أنهم يعانون من الإهمال التام من قبل الحكومة والقيادة السياسية اليمنية.

إن القرارات التي صدرت في المملكة العربية السعودية بخصوص فرض رسوم شهرية على المرافقين والمرافقات للعمالة الغير سعوديه وفق برنامج التوازن المالي وغيرها من القرارات التي ستطبق لاحقا هو أمر يخص المملكة العربية السعودية بكل وضوح ونحن لا ننتقد أو ندلي بدلونا بهذا الأمر من قريب أو بعيد لأننا ببساطه لا يحق لنا التدخل في هذه الأمور ولا نمتلك ذلك الحق نحن حصرا ننتقد أداء قيادتنا السياسية الهزيل تجاه قطاع المغتربين هذا القطاع الذي سيتعرض للتراجع والإفقار في ظرف بالغ الحساسية يمر به الوطن الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف الي مزيد من الضغوط الاقتصادية والمعاناة المجتمعية للشعب اليمني الذي يخوض حربا طاحنه في شتى مجالات الحياة وليس الجانب العسكري فقط حيث لم نلمس أي حراك للقيادة السياسية بهذا الخصوص والتي تكتفي بدور المتفرج والحديث الإعلامي الذي لا نرى له أثرا على ارض الواقع ونحن على يقين تام أن بإمكان حكومتنا فعل الكثير والكثير من اجل قطاع المغتربين اليمنيين إن أخلصت النية للوطن وللشعب .

المغترب اليمني والذي يدين بالولاء والعرفان للملكة العربية السعودية بشكل منقطع النظير هذا الولاء المرتبط بالعقيدة والوفاء لبلد أعطاه الكثير من الخير والذي لا يمكن أن يختلف عليه اثنان هذا المغترب يحدوه الأمل الكبير لاعتبارات أخويه عميقة ومصير مشترك واحد وظرف شائك فرض عليه بسبب الحرب وبتحرك جاد من قبل الحكومة اليمنية لشرح كل هذه الجوانب الانسانيه والاقتصادية لملك الانسانيه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين فينال بذلك مكرمه استثنائية يعفى بها من هذه الرسوم الشهرية ولو بشكل مؤقت حيث سيكون لذلك الأثر العظيم على اقتصاد الوطن الذي بات يعتمد على ما يقدمه المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية بشكل أساسي والذي يجود بالموجود كما يقال .

إن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الناس في داخل الوطن وقصص المعاناة التي نسمعها من هنا وهناك تبعث على الذهول فالاستنزاف المتصاعد الهائل لموارد البلد منذ عام 2014 حتى اليوم قد أدي الي إيقاف الخدمات بشكل تام وفي مختلف المجالات و بقي هذا الشريان النابض بالعطاء والمسمى المغترب مساهما في استمرار الحياة واستمرار الناس بالتنفس داخل الوطن والمفروض اليوم أن يلقى الاهتمام الذي يليق به من قبل الحكومة اليمنية حرصا على

هذا الرافد الإنساني والاقتصادي من الانهيار وحقيقة ربما يحتمل المغترب اليمني في ظل هذه الظروف من حكومته أن لا تموله تعليميا ولا تهتم بإيجاد فرصة العمل المناسبة له ولا تؤهله فنيا ولا تدعمه حتى معنويا كل هذه الأمور بإمكان المغترب اليمني أن يتحملها وهذا ما يحدث فعليا على ارض الواقع لكن هذه السلبية التي تمارسها حكومتنا الشرعية والتي بالإمكان تجاوزها بالتحرك الصادق هو أمر غير مفهوم ومحبط ولا نتفهمه إطلاقا ولا اعتقد انه بالإمكان أن نثق بهذه الحكومة أو نؤمن بها وهي بهذا الأداء الهزيل .

المواطن اليمني اليوم بشكل عام يستنزف إنسانيا وحضاريا بكل ما تعنيه الكلمة واعتقد بشكل قاطع مانع بأنه لا يوجد عائلة اليوم إلا وفيها شهيد أو قتيل بحسب ما يصنفه هذا أو ذاك .. البعض تهدم منزله والبعض ملاحق امنيا والبعض تمت مصادره حريته فأصبح سجينا ,والبعض هاربا تاركا خلفه بيته وأمواله والبعض يشتاق إلى حضن الوطن الدافئ ولا يستطيع العودة و البعض لا يجد قوت يومه و البعض لايجد ما يستعين به على الاستمرار في الحياة والبعض مريضا جائعا متروكا لمصيره فإما أن يقهر المرض وإما أن يموت وهكذا تستمر المعاناة ... وتبقى اراده الله وعنايته فوق كل شيء ولا ينقطع الإيمان والرجاء برحمته فهو وحده القادر أن يرفع هذه الغمة وان يزيل هذا البلاء الذي كاد أن يعم بلاد المسلمين ..

في الأخير أتمنى أن تدلنا حكومتنا الشرعية عن الطرق والبدائل المتاحة التي ستستطيع بها استيعاب وقف الضخ المالي الذي كان يتدفق من جيب المغترب اليمني للداخل هذا إذا لم يعد هذا المغترب بنفسه إلى ارض الوطن .. أتمنى أن نرى مساحة توعويه حول هذا الموضوع ضمن ما تبثه الفضائية اليمنية وأخواتها من قنوات الشرعية اليمنية فكما يبدو نحن أمام معضلة أخرى تضاف على كاهل الوطن سيدفع ثمنه المواطن اليمني في نهاية المطاف ...

حفظ الله اليمن من كل مكروه