اليمن لا يزال موضع تنافس
بعد أكثر من عشر سنوات من الصراع في المنطقة العربية تبرز تساؤلات حول مصير اليمن في ظل التطورات الإقليمية خصوصًا بعد سقوط نظام الأسد في سوريا ودخول سوريا في مرحلة جديدة من التحولات السياسية وإعادة ترتيب الدولة السورية بما يتوافق مع التحديات الجديدة لإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية وتحرير سوريا من الصراع الداخلي ان مثل هذا التحول قد يكون نقطة انطلاق مهمه نحو حلحلة الأزمات الأخرى في المنطقة بما في ذلك اليمن.
السعودية ظلت حاضرة في كل الصراعات التي حدثت بين الأطراف اليمنيه عبر التاريخ بسبب عديد من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية فهل يمكن أن تساهم الممللكه العربية السعودية بدور كبير في نجاح السلام بين اليمنيين من خلال التنسيق العربي والإقليمي بشأن قضايا المنطقة ألذى يمكن أن يوجد إرادة سياسية جديدة لإنهاء الحرب في اليمن..
وقد يكون اليمن المستفيد التالي من هذا التوجه نتيجة الفرص التى قد توفرها تحولات المشهد الإقليمي وذلك من خلال العمل على نجاح الجهود التى تبذلها المملكة العربية السعودية من اجل السلام في اليمن ويعتمد ذلك على استعداد الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات والعمل معًا لتحقيق السلام بهدف وضع الأساس للمحادثات المستقبلية التي تقودها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لأنة في نهاية المطاف مصير اليمن لا يتوقف فقط على تحولات المنطقة بل على قدرة أبنائه في تجاوز خلافاتهم والعمل معًا لبناء دولة مستقرة وآمنة تعيد الأمل لشعبها.
مثلما كانت سوريا ساحة صراع بين القوى الكبرى فإن اليمن لا يزال موضع تنافس بين قوى متعدده مما يعقّد جهود الحلول السلمية لكن في المقابل هناك رغبة سعودية قوية في عدم استمرار الصراع في اليمن واستطاعت السعودية الوصول الى تفاهمات أيجابية مع الحوثيين والحكومة الشرعية خلال الفترة الأخيرة
واذا لم تستغل هذه الجهود السعودية فإن اليمن ستواجه تحديات كبيرة وصعبة وبالذات انصار الله لأن واقع اليوم يختلف عما كان خصوصا ان الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل ستكون خيارتهم العسكرية أكثر خطوره وتأثير عما كانت في السابق..
ويتضح ذلك من خلال الاجراءات التى بداءت تتخذها الولايات المتحدة في مايتعلق بمكافحة الأرهاب وغسيل الأموال لجماعة انصار الله.
واذا قررت الحكومة الأمريكية تصنيف جماعة انصار الله كمنظمة أرهابية أجنبية فإن ذلك يمكن ان يؤدي إلى ان توقف الامم المتحدة اى جهود خاصة بالسلام والتعامل مع انصار الله كمنظمة ارهابية
كل ذلك سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والحصار وأغراق اليمن في صراعات وحروب داخلية طويلة ومعقدة وقد نكون أمام سيناريوهات جديدة مُعدّة سلفا كما حدث في فترات سابقه وما يُعزّز هذه الرؤية المستقبليّة الاستشرافيّة هو التسريبات الكثيرة التي ظهرت فجأة وكأنّنا أمام خُطّة لتهيئة أرضيّة التغيير المرتقب والتى ربما تؤدي الى حروب جديدة بواسطة ادوات وقوى محلية بهدف تغيير الواقع الموجود اليوم..
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل الولايات المتحده وبريطانيا واسرائيل ستقدم على تنفيذ اغتيالات بحق قيادات في جماعة الحوثي قد تؤدي إلى تغيير بيئة الواقع السياسي داخل اليمن..
لكن من غير الواضح أن الأمر قد يكون مستبعدا فما حدث في لبنان وسوريا وغزه يؤكد طبيعة التهديدات الاسرائيلية تجاه الحوثيين و يجعلنا نتوقع تكرار مثل هذا السيناريو..
ان تفعيل جهود السلام السعودية في اليمن سيؤدي إلى خفض التصعيد في اليمن والمنطقة وحث الحوثيين والأطراف اليمنية والشرعية في المشاركة و التعامل الجاد مع الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء معاناة الشعب اليمني مالم فإنّ اليمن مُقبل على مرحلة تغيير بشكل ما ولا يُمكن تحديد وقتها أو رسم ملامحها بسهولة بسبب عدم وجود رؤية واضحة من الأطراف السياسيّة اليمنية حول ماذا تريد الوصول اليه..
ومع هذه التطوّرات أظنّ أنّ هنالك العديد من المُفاجآت والأحداث الغامضة التي تنتظر اليمنيين..
* سفير بوزارة الخارجية