Logo

حتى لا تحرثوا في البحر!

هذا هو الطريق يا أبطال دمشق
لا يبدو أن أحداً تعلّم من مآلات الثورة ونهاياتها في تونس ومصر واليمن وليبيا!
رغم أن وقائع 14 عاماً تُعلّم الحجر!
الآن .. ثورة سوريا التي يجب أن تنتصر وتزدهر وتتعلم من التجارب السابقة والمُحبطة!
كنتُ قد كتبتُ البارحة مقترِحاً زيارة تهنئة واجبة يقوم بها القائد السوري الجديد أحمد الشرع الجولاني للكنيسة المريمية في دمشق عشية عيد الميلاد الثلاثاء القادم
وقلت بأن ذلك لو تم سيكون حديث الدنيا وسيغير نظرة السوريين والعرب والعالم لشباب الثورة السورية الجديدة
وإذا بمعظم التعليقات على المقترح رافضة أو مثبّطة!
ولأكتشف أن اليمنيين ملكيون أكثر من الملك!
هذه سوريا يا قوم! سوريا فسيفساء الشعب العظيم الكريم والدور التاريخي الأعظم
مسيحيو سوريا ولبنان يحفظون أجزاءً من القرآن الكريم
شعب الشام الكبير يعرف ذلك وليس أنتم!
هل قرأتم مارون عبود وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة؟
هذه بلاد الغساسنة وتنوخ وقضاعة وتغلب الغلباء
السوريون يعرفون مغزى الكلام والمقترح
وسيقومون بما يجب حفاظاً على وحدة شعبهم وَسَترَون
سوريا الدولة الوطنية وليس الدولة الدينية
سوريا التي أعلنت الجمهورية الأولى في العالم العربي سنة 1932
تتحدثون عن تركيا .. حسناً .. لتكن تركيا نموذجاً! تركيا الدولة الوطنية الديمقراطية والمواطنة المتساوية بأردوغانها الناجح وأحزابها وديمقراطيتها ومدنيتها!
إذا لم تتعلم الثورة السورية الجديدة من تجارب ومآلات ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا فستكون النتائج وخيمة وأسرع سقوطاً مما تتصورون!
أقول ذلك آسفاً وعن حب ومعرفة وخوف على سوريا قلب العرب وجوهرة الشرق وثورتها الشبابية المتميزة بلا حدود
الدولة الوطنية المدنية والمواطنة المتساوية أوّلاً 
لكم أن تحكموا سوريا يا شباب المعارضة المنتصرة فأنتم جمر الثورة والتغيير والتضحيات في فترةٍ مؤسِّسة مهمة ومؤقتة قبل تحكيم الصناديق .. ولكن ومن البداية يجب أن تحكموا وتقودوا سوريا نحو شاطئ الأمان والتقدم والتنمية والاستقرار كوطنيين سوريين وليس كطائفة سورية حاكمة كبيرة أو صغيرة!
كافِئُوا الشعب السوري العريق النبيل الذي خرج بكل أطيافه محتفلاً باستقبالكم، فرِحاً بقدومكم وبقاماتكم، وليس من مكافأةٍ مستحقةٍ له أثمن وأغلى من المواطنة المتساوية حاكمةً والدستور الجمهوري قائداً واحترام القانون رائداً
وإلاّ فلن تستقر سوريا ولن تهدأ الأرض عن براكينها وزلازلها
ستستقر وستنتصر سوريا بكم ولكم يا شباب إذا كان الشعب السوري بأطيافه المتناغمة وراءكم داعماً وحامياً.
ودون ذلك أنتم تحرثون في البحر!