بعيدا عن السياسة- المعلومة هي قوة المجتمع!

من كل 10 كتب تطبع في العالم يكون واحد منهن مطبوع باللغة الالمانية برغم ان من يتحدثها 120 مليون شخص فقط من 7,3 مليار شخص في العالم اي نصيبهم 10% اي لو طبع مليون كتاب, الالمان او من يتحدثها حقهم يكون 100 الف كتاب و ال 7 مليار و 180 مليون من بقية البشر نصيبهم 900 الف كتاب. ايضا 8% من صفحات الانترنت في العالم باللغة الالمانية و لحسن الحظ قلنا صفحات انترنت هنا و ليس صفحات ورق. لكن كم صفحة انترنت توجد, لو صورنا ذلك بورق الكتاب A4 ؟ الاجابة يمكن تخيلها مثل كومة ضخمة جدا كبيرة جدا من الورق, و الكومة هنا تعني بالضبط حوالي 136 مليار صفحة A4 اي لو رصيناهن على بعض يطلع ارتفاع الورق 13,6 كيلو متر, اي المسافة من التحرير للمطار بصنعاء نصيب الالمان 8 % منهن اي الى عند وزارة الداخلية في الحصبة. و لو طبعنا ذلك لكلف ذلك القضاء على 16 مليون شجرة.

طبعا الحسابات هنا من دون الزوايا المظلمة للإنترنت "الويب العميق" مثل المؤسسات البحثية و العسكرية و علوم الفضاء و المخابرات و قواعد البيانات من وكالة ناسا، و الحكومات أو المتاحف, و ايضا الحسابات لا تشمل على سبيل المثال صفحات الدفع المسبق مثل كتالوجات المكتبات. لذلك إذا جاءت لك فكرة عجيبة و غريبة و كانت ممكنة في يوم من الأيام لطباعة الإنترنت أو بطريق الخطأ ضغطت على زر اطبع فيمكنك تتوقع كم ورق تحتاج و كم شجرة سوف تنتهي و كم مساحة تحتاج للورق, لكن لن تعيش الى ان تشاهد اخر ورقة تخرج من الطابعة بعد اكثر من 4312 سنة, يعني لو سام بن نوح عليه السلام هو الذي ضغط على زر الطباعة عندما حصل الفيضان عام 2369 قبل ميلاد المسيح فيمكننا هذه الايام نحتفل بخروج اخر ورقة حتى نقول خلصنا نطبع.

نصيب الالمان 8 % بلغتهم من صفحات الانترنت اي مايقارب 2 كيلو متر و من حسن الحظ اننا لانحتاج ورق. فمواقع الموسوعة ويكيبيديا في اللغة الإنجليزية تحتاج 71 مليون ورقة، اي 8337 شجرة لنصنع ورق لذلك. الان يمكن ان نتصور الانتاج المعرفي في الغرب كيف يتضخم و كيف سوف يكون, و نحن معنا كم كتاب صدعنا في العالم انهم و لا حاجة جنبنا. و اخيرا, اذا وجهنا 95% من وقتنا و جهدنا و امكانيتنا للتركيز على احداث الماضي و كتبه و 5% من وقتنا لما هو جديد في المعرفة, فماذا ستكون النتيجة في ظنكم؟!!!!!