حروب "مقدسة".
تغنّوا بالقبيلة حتى صيروها محاطب تأكلها الحروب الصغيرة والكبيرة.. محارق شرهة تشتعل وتستمر.. شيوخها يستخدمونها في مآربهم إلى أقصى حدود الممكن..
يكرسون جهلها ليبنون لهم من خلالها جاها ووفرة وأرصدة.. مكاسب متعددة حصاد النزيف الطويل والواقع المُر.. "الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي" بات مثلا وواقعا لطالما عشناه.
يزجون بالقبيلة في حروبهم ويصفون تلك الحروب بالمقدسة.. في حضرة الموت يخسر فيها المواطن وطنه أو ما بقي منه..
يمضي شباب بعمر الزهور إلى نهايات محزنة وويلات وتبعات مؤسفه تمتد عمر جيل أو جيلين وأكثر.. أحقاد وضغائن وحروب تمتد وتتمدد وتتجهم مثل جهنم، وهي تقول "هل من مزيد؟!"..
يعلو صوت الأم المخدوعة بالوهم وهي تقول على لسان جبران: “كيف لا تكون الحرب مقدسة و قد مات ابني فيها”.
كيف للقبيلة أن تتحرر من وهمها المسقي بالدم والدموع، ولكم هي الصعوبة أن نخوض الحرب باسم المقدس المشترس في وجه نقده حتى وإن كان ناعما وخجولا..!
وكم هو صعب أن يتحرر السذج كما قال فولتير من الاغلال التي يبجلونها..
سادت سياسة القطيع في ظل نخب خانت دورها ومسؤوليتها وباتت تكرس واقعا مزريا بدلا عن مهمة التحرر من ربقته وتغييره نحو المستقبل.
نخب تسترزق على حساب شعب مثقل بالجوع والمعاناة..
نخب تزيف وعيه ثم تتنصل عن مسؤوليتها بمثل “القبيلي عدو نفسه” “القبيلة ما خلّت ابن ادم يتوب”.. يتجذر السبب في انتشار الجهل، لأن من يملكونه كما يقول فرانك كلارك متحمسون جدا لنشره.
نخب أثرت مصالح الجماعة على مصلحة الشعب، وغيبت العقل واستبدلته بسياسات تكرس غباء يكسر الرؤوس والفؤوس والحجارة..
أكثروا من الوهم الذي يحمل الشباب وحتى الأطفال إلى المهالك والمقابر..
حروب وصراعات كارثية وباذخة بالموت والخراب والجوع والمآسي الثقال.