Logo

رمضانيات الاصدقاء (5)

 .. التسول والهروب إلى الخلف.. 

طلبت صديقتنا العصفورة أن يكون موضوع اليوم الذي نناقشه عن ظاهرة التسول وانتشارها  والأسباب والمعالجات لها وقد وافقنا جميعا على مقترحها لان هذه الظاهرة فعلا أصبحت من أبرز واهم الظواهر في مجتمعنا وبلادنا في ظل هروب الحكومة وأجهزتها المختلفة وعجزها عن معالجتها .
قالت صديقتنا العصفورة تصدقوا يا اصدقائي الاعزاء أن التسول انتشر بشكل مخيف ومؤلم فأينما ذهبت تجد آلاف المتسولين إلى درجة لايمكن وصفها فعندما تذهب الى المسجد تجد عدد المتسولين أكثر من عدد المصلين وعندما تدخل إلى السوق تجد المتسولين أكثر من المتسوقين وعندما تذهب الى اي مكان تجد أن عدد المتسولين أكثر وأكثر .. 
قلنا لها ياصديقتنا العصفورة الذكية كلامك صحيح لكنه في نفس الوقت مؤلم وإضافة إلى كلامك فنحن نرى ونشاهد خليط من البنات والأطفال في عمر الزهور والشباب في سن المدارس والجامعات ونساء ورجال في كامل صحتهم وأشخاص كبار في السن وتجمعات أشبه بالتجمعات الأسرية في كافة الشوارع والجولات كما انهم يتنقلون من محل إلى محل ويتجمعون عند أبواب بعض منازل كبار التجار بانتظارهم حين يخرجون ليحصلوا منهم على الصدقة والاكيد ان هناك مشاهد نعرفها جميعا والأهم ان التسول أصبح ظاهرة تستحق الوقوف عندها ومعالجتها .
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. المؤسف ان الدولة كانت ومازالت وربما ستظل غائبة عن هؤلاء الناس فهي لاتعيرهم اي اهتمام فهم في نظرها فئة من الفئات التي تكسب قوتها من نفسها ولاتكلفها شيء رغم ان هذه الظاهرة تسبب مشاكل اجتماعية وأمنية واقتصادية كبيرة تشكل خطرا على أمن المجتمع .
قال الاصدقاء الاعزاء.. الدولة أنشأت برنامج وطني لمعالجة ظاهرة التسول لكننا لم نلمس اي عمل بل إنه يصدق عليه المثل " تمخض الجبل فولد فارا " وهذا البرنامج فعلا هو فأر الحكومة أو كما أطلقت عليه انت ياصديقنا الصحفي " البرنامج الوطني للمقربعين" أو برنامج عربية الشيبس فهذا البرنامج فعلا هزيل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سواء على مستوى إدارته أو على مستوى حضوره الذي انحصر في إقامة ورش عمل أو دورات ثقافية للبعض بينما الواقع يحتاج إلى أشخاص أكفاء لإدارة العمل وبرامج ومشاريع حقيقية وليس من أجل قربعة أموال المنظمات الدولية والجهات والهيئات المحلية .
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. حتى تلك الهيئة التي اطلق عليها الهيئة العامة للزكاة لكنها تحولت من مهامها وواجباتها المفترضة إلى مجرد ديكور فقط وصارت هيئة للزواج فقط .
 قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة..  كارثة ياصديقنا الصحفي بل انها ام الكوارث أن تظل هذه الظواهر موجودة وهذا الواقع المؤلم في ظل غياب تام للدولة والحكومة وأجهزتها وهيئاتها والهروب المخجل لها وأن تبقى مشاريعنا مجرد ضحك على الذقون وإسقاط واجب دون حلول عملية.. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. 
موضوع مكافحة التسول يحتاج إلى استراتيجية وطنية وتخطيط سليم وعلمي وتحديد المشكلة والاهداف والامكانيات البشرية والمادية المطلوبة وآليات العمل وليس مجرد هوشلية أو منظر يتقدمه برنامج المقربعين الكاذب وهيئة ابو نشطان الفاشلة..
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء .. نأمل أن تكون هذه الرسائل وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم إعادة النظر في كل تلك العشوائية التي تسير بها مؤسساتنا وهيئاتنا وبرامجنا ومجالسنا العليا وان نبحث عن عمل حقيقي وحلول جذرية لظاهرة التسول حلول مبتكرة للمعالجة وتاهيل وتدريب الشباب وتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي كبيرة حتى لا يظل الوطن بين واقع مؤلم وهيئات وبرامج كاذبة.. 
ورمضان كريم عليكم جميعا ماعدا كل من يقصر في عمله أو يتهرب من واجباته مثل برنامج المقربعين وهيئة الزواج والدولة والحكومة.