قريباً: وجهاً لوجه مع صالح

ابلغني علي البخيتي الان ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد وافق على اجراء لقاء صحفي ، الامر الذي اقترحته في منشور قبل يومين وحذفته البارحة لحظة وجع دون ان اتراجع بالطبع عن فكرة اللقاء ، هي كانت فكرة اسئلة تبحث عن اجابات لدى الرجل الوحيد الذي يمتلك اجابات 

يومين ربما وسأذهب للرجل الذي لا يسعنا محاكمته ولا يسعنا احتمال المزيد من العقاب ، فلنتحدث اذن مواجهة بين اربعيني من الفين وأحد عشر وسبعيني يرفض ان يشيخ وقد تعبنا ولم يعد بوسعنا الاكتفاء بمهاجاته على انه المخلوع ونصرخ في ذات الوقت انه يقف خلف كل فعل ، من ابسط عملية اعتقال الى اطلاق اضخم صاروخ باليستي وفي الاخير اطلاق مقترح" مصالحة" ولأنني لم اتمكن من التصرف والسيطرة وقد رحلت من الساحة فليكن ان اتواجه مباشرة مع الرجل الذي لم يرحل ولا يسعنا الان غير مبادلته اسئلة كثيرة تبحث كلها حول سؤال اخير وجوهري : الا يزال بوسعنا جميعا تأجيل ثأريتنا مؤقتا ومحاولة انقاذ ما تبقى ؟
لا اعرف ،، المقترح كان شجاعا ، لكنني لا انكر هنا وجلا داخلني وانا بدلا من مواجهة رجل قلت امس ان بيني وبينه بلد وثأرا لاينام ، اذا بي اذهب لاجراء حوار صحفي معه على اساس من انه علينا جميعا تأجيل ما بيننا من ثأر والبحث في مصير البلد التي بيننا دون ان يكون على احدنا لعب دور البطل المستحيل ، لكنني اعزي نفسي انه ولما انني لم اتمكن من الفوز عليه كجيل فلأبحث معه فكرة كيف تنتصر بلادنا علينا معا ، وهو من جانبه قد وافق على اللقاء وهذا - وقد عرف مسبقا بطبيعة الاسئلة المطروحة مبدئيا في المنشور -فذلك يعني انه لا يزال يتمتع بشجاعة مواجهة سؤال جيل خاض معه معركة ،
الا يزال بوسعنا امتلاك الحق الأخلاقي في اعادة تعريف الخير والشر بعد كل هذه الشرور ، على ان الخير هو ما يمكن فعله لأجل البلد وان الشر هو تقديم اليمن قربانا لثأر لا ينام
ليس كرما مني ان اذهب اليه وليس عرضا بمحاكمة بديلة او منح تبرير ، كلما هنالك اننا بحاجة للحديث مع رجل جربنا معه كل شيئ الا الحديث والبحث عن جانبنا الخيري ولو قسرا
شخصيا : أسامحه الآن واعلن هذا هنا انني أسامح من عذبوني ، مساهمة متواضعة مني في محاولة ان ننتصر بالغفران على هذه النقمة التي جعلت وجودنا ضربا من الألم .