التفجيرات المتنقلة.. بين المواجهة والمراجعة

بين تفجير الملهى الليلي في اسطمبول ليلة رأس السنة وذهب ضحيته لبنانيون وعرب واتراك اعزاء، وبين تفجيرات بغداد المتتالية التي أودت بالعشرات من العراقيين الأحباء، وبين التفجير في حي اليرموك في حلب الخارجة للتو من محنتها الدامية، أرادت جماعات الغلو والتوحش أن تعلن العام الجديد عاماً مفتوحاً على الإرهاب لا تميز فيه بين دول كانت مستهدفة منذ البداية، وبين دول كانت حاضنة له، متوهمة أن بمقدورها استخدامه لخدمة أهدافها فإذا بمحترفي القتل والنحر والإجرام ينقلبون على مشغليهم الأساسيين، الإقليميين والدوليين.

بالتأكيد مطلوب تنسيق جدي بين كل المعنيين بمواجهة هذه الظاهرة الدموية الموغلة في القتل، ولكن قبل التنسيق ومعه المطلوب مراجعة عميقة ودقيقة من كل هؤلاء المعنيين لسياسات، وحسابات، وتقديرات خاطئة للموقف، ولانسياقات محمومة وراء أحقاد وغرائز وعصبيات ثبت أنها تأكل مطلقيها أولاً وأخيراً.

فهل يملك المعنيون الشجاعة والجرأة للمراجعة والتراجع.

رحم الله الشهداء وشفى الجرحى وانقذ البلاد والعباد .