Logo

احتفاء يمني بالفن والتراث في كندا

 حضرت اليوم الاثنين 30 يونيو 2026 حفلا غنائيا مميزا للفنان اليمني الكبير فؤاد الكبسي في مدينة ميسساجا الكندية.. 

وكان لابد لي من كتابة بعض الجوانب الرائعة التي ميزت  هذه المناسبة التي جمعت اليمنيين بمختلف مناطقهم وتوجهاتهم في مشهد فني واجتماعي وإنساني يبعث على الفخر ويعزز الشعور بالانتماء..

تميز الحفل بروح التلاحم والوحدة حيث نجحت شركة شاس اليمنية الكندية المنظمة للأمسية في تقديم نموذج مشرف من العمل الرائع  يستحق كل الشكر والتقدير ..

فقد استطاعت أن تجمع أبناء الجالية اليمنية من مختلف الخلفيات الجغرافية والسياسية على كلمة واحدة هي اليمن وكانت تلك الليلة بحق مناسبة وطنية بامتياز يتجدد فيها الأمل..

أجمل ما في هذا الحفل أنه لم يكن مجرد عرض فني بل كان مناسبة اجتماعية وإنسانية تلاقت فيها العائلات وتعارف فيها الأصدقاء والتقى فيها كبار السن بالشباب والأطفال على محبة اليمن والتغني بجماله وثقافته ..

وقد شعرت كما شعر كثيرون أننا استعدنا شيئا من دفء الوطن ولو لساعات قليلة ..

من الناحية الاجتماعية شكل الحفل مساحة دافئة للتلاقي بين أفراد الجالية اليمنية الذين استغلوا المناسبة للالتقاء وتبادل الأحاديث وتوطيد العلاقات في جو احتفالي يندر في حياة المهاجرين الذين تباعدت بينهم المسافات والظروف..

 كما كان للأطفال والشباب حضور لافت مما أضفى روحًا أسرية على المناسبة..
 
ما زاد الحفل جمالا وتأثيرا هو أن الداعمين الرسميين لهذه الفعالية لم يكونوا مؤسسات أو كيانات رسمية بل كانوا مجموعة من الشباب اليمنيين الذين يديرون مشاريعهم التجارية في كندا.. 

وقد بادروا بتمويل الحفل وتوفير مستلزماته كاملة في لفتة تعكس عمق الوعي والمسؤولية وروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد..

أطربنا الفنان فؤاد الكبسي بصوته العذب وأدائه الصادق الذي حملنا عبر الزمن إلى أعماق الذاكرة اليمنية حيث تنقل بنا بين روائع الفن الصنعاني واللحجي والعدني.. 

وقد تفاعل الجمهور بحب وشغف ورددوا معه كلمات الأغاني التي تحاكي وجدان كل يمني في الوطن أو في المهجر..

وقد كان للحضور من ابناء الجالية اليمنية وبعض الضيوف الكنديين إضافة جميلة لهذا الحدث حيث أبدوا إعجابهم الكبير بما شاهدوه وسمعوه من موسيقى وكلمات وأداء عكس الوجه الثقافي المشرق لليمن.. 

وعزز من أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لتعريف العالم بموروثنا الفني والثقافي والإنساني..

في ختام هذه الأمسية التي ستظل عالقة في الذاكرة شعرنا جميعا بأن الفن ليس فقط وسيلة للترفيه بل هو جسر للتماسك ووسيلة للتواصل والانتماء وأن صوت اليمن يظل حاضرا فينا ما دمنا قادرين على أن نغنيه ونروي حكاياته في كل مكان..

* سفير بوزارة الخارجية