Logo

الفترة التي نعيشها كشفت لنا الواقع الذي كنا نجهله

 منذ عام 2010 وحتى اليوم، أعتبر هذه المرحلة من أسوأ الفترات التي مرّ بها اليمن من حيث وضع المواطن والوطن، لكنها من أفضل الفترات من حيث كشف الواقع وغربلته.

فقد كشفت لنا هذه المرحلة كل ما كنا نجهله، وغربلت كثيرًا مما كنا نسمعه دون أن ندرك حقيقته. 

لقد عرّفتنا عن قرب على حركات الإسلام السياسي، وأسلوبها في الحكم الذي لا يشبه إدارة الدول، بل يشبه التملّك والاستحواذ.

أظهرت لنا التجربة أن هذه الحركات تنتهج سياسة التجهيل والتجويع وامتهان الشعوب، إلى درجة أنها تتلذّذ بمعاناة حتى أتباعها.

 وتبيّن لنا كذلك أنها تتخذ من الكذب منهجًا، ومن الظلم والقتل وسيلة لترسيخ هيبتها، حتى أصبح الإنسان أرخص ما في قاموسها.

لقد بات واضحًا أن الدين، لدى معظم حركات الإسلام السياسي، لم يكن يومًا غاية، بل وسيلة للسلطة والهيمنة، تفصّله كما تشاء، فتحرّم حين تقتضي مصالحها، وتحلّل حين تقتضي مصالحها.

هذه الفترة لم تكشف لنا حاضرنا فحسب، بل أعادت غربلة ماضينا كذلك، حيث اتّضح أن كثيرًا مما قُدِّم لنا من بطولات وكرامات في التاريخ، لم يكن سوى تزوير وتضخيم، 

بينما حُجبت أسماء الأبطال الحقيقيين والعباقرة والشجعان، واستُبدلوا بأشخاص لا رصيد لهم سوى قربهم من السلطة أو انتمائهم لها.

لقد علمتنا هذه المرحلة أن مأساة الشعوب ليست في استعمارها الخارجي فحسب، بل في استحمارها الداخلي، وفي جهلها بحقيقة واقعها ومصالحها.

* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً