Logo

تحالفات الإرهاب تعرقل طريق السلام في اليمن

 قرأت مقالًا مهمًا للباحث مايكل روبن نُشر مؤخرًا في National Security Journal بتاريخ ٨ يوليو ٢٠٢٥م..  

وتناول فيه بوضوح وجُرأة إحدى الإشكالات التي طالما جرى التهرب من تسميتها باسمها في أروقة السياسة الغربية وهي العلاقة العضوية بين حزب الإصلاح اليمني (الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين) والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة وحماس.. 

 وجدت كثيرًا مما طرحه الكاتب يعبر بدقة عن واقع سياسي وأمني معقد طالما شكل أحد أكبر العوائق أمام إحلال السلام في اليمن.. 

لقد ظل هذا الحزب يحظى بدعم خارجي واعتراف سياسي بحجة مشاركته ضمن ما يسمى بالشرعية في الوقت الذي تشير فيه تقارير متعددة إلى تورطه المباشر أو غير المباشر في التغطية على أنشطة متطرفة واحتضان عناصر مرتبطة بجماعات مصنفة إرهابية إقليميًا ودوليًا..  

وقد تم بالفعل إدراج عدد من أعضائه في قوائم الإرهاب سواء على المستوى الأمريكي أو الأممي وهو ما يعكس حجم التشابك بين المكونات السياسية وبعض شبكات التطرف في البلاد.. 

المقال أضاء على التناقض الواضح في السياسات الغربية التي تهاجم بعض الجماعات بسبب ارتباطها بدول إقليمية وتغض الطرف عن جماعات أخرى تشكل الوجه الآخر من التطرف فقط لأنها متحالفة مع أطراف تعتبر حليفة أو مقبولة في المعادلة الحالية.. 

 إن هذا التمييز في التعاطي لا يساعد على بناء السلام بل يعمق الانقسامات ويؤسس لفوضى دائمة تحت شعارات زائفة.. 

إن الخوف من أن يؤدي تصنيف هذا الحزب كجماعة متطرفة إلى زعزعة الاستقرار لا يبرر التغاضي عن أدواره السابقة والحالية في تأجيج الصراع..  

فالشراكة مع جماعات ذات توجهات دينية متشددة لا تبني دولة ولا ترسي قواعد سلم أهلي بل تسهم في إعادة إنتاج الفشل والانقسام والارتهان للخارج مهما حاول البعض تزيين المشهد.. 

إن الموقف الشجاع الذي عبّر عنه الكاتب يعكس رؤية واقعية لمآلات الصراع في اليمن إذا استمر تجاهل هذا البعد الخطير وإن أي حل سياسي حقيقي لا بد أن يكون مبنيًا على رفض كل أشكال التطرف سواء أكان من جماعات تدعي الدفاع عن الهوية أو تلك التي تتلبس بثوب الشرعية والديمقراطية وتخفي خلفه مشروعًا إقصائيًا لا يؤمن بالدولة ولا بالتعايش.. 

في الاخير أؤكد أن تجاوز هذه التناقضات أصبح ضرورة ملحة وأن الموقف الدولي إن أراد أن يكون جادًا في دعمه لليمنيين فعليه أن يلتزم بمعايير موحدة تجاه جميع الأطراف دون انتقائية أو تسييس وأن يقف بوضوح مع من ينشد السلام لا من يعتاش على الحرب ويغذيها.. 

* سفير بوزارة الخارجية