خطر التطبيل للمسؤولين الفاسدين على الدولة والوطن
في كل زمان ومكان يواجه المجتمع تحديًا حقيقيًا عندما يصبح النفاق والتطبيل للمسؤولين الفاشلين والفاسدين هو العملة السائدة وبالتاكيد ان هذه الظاهرة ليست مجرد سلوك فردي غير أخلاقي بل هي مرض اجتماعي خطير ينخر في جسد الدولة ويهدد استقرارها ومستقبلها ..
مما لاشك فيه أن الخطر الأكبر لا يكمن في وجود المسؤول الفاسد نفسه بل في صمت من حوله بل وتطبيلهم له لان هذا التطبيل يخلق وهمًا من النجاح والرضا ويجعل المسؤول الفاشل يعتقد أنه يسير على الطريق الصحيح مما يمنعه من رؤية عيوبه أو سماع النقد البناء الذي قد يساعده على تحسين أدائه
وتأتي الخطورة الأكبر من أن هذا المناخ يقتل الإبداع ويزيل أي فرصة للمحاسبة ويدفع الكفاءات بعيدًا تاركًا الساحة لمن لا يملكون إلا القدرة على التملق والنفاق كما أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على ثقة المواطن في الدولة ومؤسساتها ..
فعندما يرى المواطن أن المسؤول الفاسد يتم تكريمه والثناء عليه بدلًا من محاسبته يفقد إيمانه بالعدالة والمساواة وتتآكل لديه أي مشاعر وطنية حقيقية ..
في بلادنا اليمن تنتشر ظاهرة التطبيل والنفاق بشكل كبير بل ان كل مسئول فاسد وفاشل استأجر له مجموعة من المطبلين والكذابين والمنافقين والمداحين ليرسم لنفسه صورة البطل المنقذ وتلميعه وتضخيم اي اعمال مهما كانت صغيرة ..
واختلاق إنجازات وهمية وايهام الرأي العام بأن المسؤول يتمتع بشعبية كبيرة وأن قراراته تحظى بالقبول حتى لو كانت العكس صحيحاً ويقومون بتضخيم أي عمل بسيط ويخلقون من الإنجازات الوهمية قصصاً أسطورية بينما يتم التعتيم على الإخفاقات الكبرى ببراعة ..
للخروج من هذا النفق المظلم يجب أن يكون هناك وعي جماعي بخطورة هذا الوضع كما يجب على الإعلام أن يستعيد دوره كرقيب على أداء الحكومة وأن يتبنى معايير مهنية صارمة قائمة على الشفافية والموضوعية..
وعلى المجتمع أن يدعم الأصوات الشجاعة التي تتصدى للفساد والفشل وأن يرفض ثقافة النفاق والتملق والتطبيل لإن بناء دولة قوية ومزدهرة يبدأ بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وينتهي بمحاسبة كل من يخطئ أو يفسد دون استثناء أو محاباة ..
فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو زمن النفاق والتطبيل وصناعة الأكاذيب وتغطية الفشل ؟؟؟ ...