Logo

أيها العرب اتحدوا قبل أن تستباحوا جميعا

ما يحدُث في المنطقة وما يُخطَّط لها من مُخطَّطات ينذر بمخاطر كبرى إن لم يعبِّر العرب عن موقف تاريخي لمواجهة نُذر الكارثة الَّتي لن تبقي ولن تذر. 

فالعدوُّ لن يرحمَ القريب أو البعيد، وسوف يستبيح الأرض والعِرض إذا ما تمكَّن من تحقيق مآربه، وقد بانتْ نيَّاته ليس في قِطاع غزَّة وحْدَه، بل ما يُخطِّط له ضدَّ العرب جميعًا؛ 

لذا لن يسلمَ أحَد من نيَّاته الشّريرة، وبالتَّالي على العرب ونتحدث هنا عن الشُّعوب والنُّخب، وكذلك النِّظام الرَّسمي الَّذي ـ للأسف ـ فوَّتَ كُلَّ سانحة تاريخيَّة للاتِّحاد والإعلان عن موقف مُوَحَّد. 

وللأسف أنَّ هذا العدوَّ المُجرِم سوف يستبيح كُلَّ شيء ولن يسْلمَ نظام عربي واحد من شرِّه.

الزَّمن الرَّاهن يقدِّم لنا صورًا تاريخيَّة مرَّتْ بها الأُمَّة العربيَّة، فما حدَث بعد اجتياح المغول لعاصمة الخلافة وسقوط بغداد، والوحشيَّة الَّتي تعامَل بها الغزاة، لم يُستثنَ بَشَر أو حجر.

ويصفُ المؤرخون أنَّ نهر دجلة اختلط باللَّونيْنِ الأزرق والأحمر جرَّاء اختلاط الدَّم مع مداد الكتُب الَّتي كانتْ زاخرةً بها مكتبة الدَّولة العباسيَّة، فلم يَسْلَمْ شيء حتَّى آثار الدَّولة الإسلاميَّة.

فهؤلاء الغزاة الأجلاف لم يرعوا إلًّا ولا ذمَّة، وهو ما حدَث أيضًا عِندَما اجتاح الغزاة بيت المقدس والمشرق الإسلامي، وهو ما حدث عِندَما ضعفتِ الدَّولة العربيَّة في الأندلس، حيثُ استنجد العرب بملوك الطَّوائف الَّذين لم يحفلوا بالأمر حتَّى تمَّ اجتياحهم أيضًا،

 فهل يُكرر العرب اليوم ما اقترفه ملوك الطَّوائف عِندَما تقاعسوا عن نصرة الأخ والشَّقيق؟

 فماذا ينتظر العرب اليوم؟! هل فقَدَ العرب وعيَهم؟ 

هل غابتْ عَنْهم النَّخوة والمروءة وهي من أهمِّ القِيَم الَّتي عُرف بها العرب؟ ماذا ينتظر العرب؟!

 هل ننتظر الإجهاز على كُلِّ بقعة مقاوِمة على هذه الأرض العربيَّة، وحينها لا ينفع النَّدم ولن يجدَ العرب مَن يدافع عَنْهم من الأُمم والقوى الإقليميَّة والدوليَّة طالما أنَّهم فرَّطوا في الدِّفاع عن أنْفُسهم، ومَنحوا العدوَّ الاستفراد بهم واحدًا تلو الآخر؟

 فهل يعتقد النِّظام الرَّسمي العربي أنَّ الأمر سيقف عِندَ غزَّة؟! 

وهل يعتقد مَن ينسِّق الآن مع ما يُسمَّى الحليف الدّولي أنَّ ذلك سوف يُنجيه من الهلاك إذا ما جاء الدَّوْر عَلَيْه؟!

على العرب اليوم كنظام رسمي وكشعوب وكنُخب فاعلة الارتقاء في تحمُّل المسؤوليَّة، وتوحيد الصَّف العربي، وتنبيه كُلِّ مَن يصمتُ وكُلِّ مَن ينسِّق مع الأعداء ظنًّا مِنْه أنَّه سوف ينجو. 

فالمخاطر مُحدقة بالأرض والعِرض من قِبل هذا العدوِّ المُجرِم، فهل تغيب السَّكرة وتأتي الفكرة لإعلان موقف تاريخي عربي لمواجهة تلك المخاطر الَّتي لن يَسْلم مِنْها أحَد؟ اللَّهُمَّ هل بلَّغت اللَّهُمَّ فاشْهَد. 

* إعلامي وكاتب عُماني
khamisalqutaiti@gmail.com