Logo

من هي القوة الخفية التي تسند الحوثيين؟

سؤال مر عليه عقد من الحرب ولم يأتِ عليه جواب صريح
في كل خطاب، وعلى كل منبر، يقال إن جماعة الحوثي في اليمن هي جماعة انقلابية متمردة، يجب إنهاؤها، لكن على الأرض الجماعة تتمدد ..
من يدعون أنهم يحاربونها، هم من يفتحون لها الطرق والمنافذ، ومن يصنفونها كـ”إرهابية”، يجلسون معها على طاولة الحوار ..
من يضحك على من؟
 الشرعية، منذ لحظة سقوط صنعاء، زعمت أن هدفها هو استعادتها،
لكنها تحولت من مهاجِم إلى مدافع، ومن مشروع “تحرير” إلى مشروع بقاء في المنافي، الجبهات توقفت، المعارك أصبحت موسمية، والحوثي هو من يحدد الزمان والمكان..
 التحالف العربي جاء بشعار “نصرة الشرعية”، بعد سنوات من القصف والحصار، انتهى الأمر بحوارات مباشرة وغير مباشرة مع الحوثيين، برعاية عُمانية، وبتسهيلات دولية، فمن كان العدو؟ ومتى صار صديقًا؟
 الولايات المتحدة صنفت الحوثيين كمنظمة إرهابية، ثم عادت، وبدأت بالتفاوض غير المباشر معهم عبر قنوات خلفية، فهل الإرهاب مسألة سياسية؟ أم مصالح تتبدل؟.
حراس بلا معركة 
 قوات “حراس الجمهورية” ولدت من رحم الغضب ضد الحوثيين، وتعهدت بتحرير صنعاء، لكنها استقرت في الساحل الغربي، وتحولت من قوة تحرير إلى كيان معطل، فهل كانت الصرخة أكبر من الفعل؟ أم أن هناك من قيدها؟.
المؤتمر الشعبي العام: الغطاء الذي احترق 
 تحالف المؤتمر مع الحوثيين وفر لهم الغطاء السياسي يومًا ما، لكن حين قرر الانفكاك، قُتل زعيمه، ومنع من إحياء ذكراه، تحالفوا معهم، فابتلعوهم، واليوم، لا صوت للمؤتمر إلا ما يرضى به الحوثي..
 السؤال الجوهري:
من الجهة التي سمحت للحوثيين بالبقاء، والتمدد، والصمود رغم قرار دولي ينص على نزع سلاحهم وإعادتهم كجماعة مدنية؟
 هل هي قوة إقليمية تحرّك المشهد من تحت الطاولة؟
 أم أن هناك غض طرف دولي عن الجماعة، مقابل مصالح أكبر؟
 أم أن الحرب في اليمن ليست حربا لإنهائها، بل لإدارتها؟
الخلاصة:
الحوثيون ليسوا بهذا الحجم الكبير، لكنهم محاطون بحجم هائل من التواطؤ، والتخاذل، والتناقض، فالمجتمع الدولي لم ينفذ قراراته، والشرعية فقدت هدفها، واللاعبون الإقليميون فضّلوا إدارة الصراع بدل حسمه والنخب السياسية اليمنية تنتظر الحل يأتي من الخارج دون أن تحرك ساكنا في مشهد لم يشهد التاريخ له مثيل 
فهل المشكلة في الحوثي… أم في من ادّعى أنه يحاربه؟