Logo

الحوثيون وإسرائيل صراع يتجاوز الحدود ويهدد أمن الإقليم

 شهدت المنطقة خلال الأيام الأخيرة تطورًا خطيرًا مع تنفيذ إسرائيل ضربة جوية مباشرة على صنعاء أسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه وهو ما اعتبر تحولًا نوعيًا في مسار الصراع ورسالة واضحة بأن إسرائيل انتقلت من الضربات غير المباشرة عبر واشنطن ولندن إلى المواجهة المباشرة مع الحوثيين بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد. .

لم يتأخر رد الحوثيين إذ أعلنوا اليوم استهداف أحد المطارات العسكرية الإسرائيلية بصواريخ وطائرات مسيرة بعيدة المدى في خطوة أرادوا من خلالها إيصال رسالة بأن قدرتهم على الرد لم تعد مقتصرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب بل باتت تمتد إلى العمق الإسرائيلي وهو ما يمثل تحديًا غير مسبوق للمعادلة الأمنية في المنطقة. .

هذا التبادل العنيف بين الطرفين يعكس تحول الصراع من نزاع محدود في الممرات البحرية إلى مواجهة مفتوحة تحمل أبعادًا إقليمية واسعة فإسرائيل تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم ذراعًا مباشرًا لإيران فيما يرى الحوثيون أن أي مواجهة مع إسرائيل تمنحهم شرعية إضافية في خطاب المقاومة وتعزز مكانتهم في الداخل اليمني وفي الساحة الإقليمية. .

المخاطر الأمنية الناتجة عن هذه الضربات والردود المتبادلة لا تقف عند حدود الطرفين إذ يلوح خطر تحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة دائمة بما يهدد أمن الطاقة وخطوط التجارة العالمية كما أن اتساع رقعة الاستهداف لتشمل منشآت عسكرية داخل إسرائيل يعكس بداية مرحلة جديدة من التصعيد قد تخرج عن السيطرة في أي لحظة. .

إيران تتابع المشهد باعتباره ورقة ضغط إضافية في صراعها مع الغرب وإسرائيل لكنها تدرك في الوقت نفسه أن التصعيد غير المحسوب قد يجر المنطقة بأسرها إلى مواجهة مفتوحة متعددة الجبهات تجعل من الصعب ضبط إيقاع الحرب أو السيطرة على مخرجاتها السياسية والأمنية. .

الخلاصة أن اغتيال رئيس حكومة الحوثيين وما تبعه من رد مباشر على إسرائيل يضع المنطقة أمام سيناريو محفوف بالمخاطر إذ يهدد بإعادة رسم خطوط الصراع وتوسيع نطاقه بما يضاعف الحاجة إلى تحرك إقليمي ودولي عاجل لاحتواء التصعيد ومنع تحوله إلى مواجهة شاملة قد تقوض ما تبقى من فرص الاستقرار والسلام . .

* سفير بوزارة الخارجية