Logo

أنقذوا اليمن من حروب الآخرين قبل الكارثة القادمة

المنطقة تتجه بسرعة إلى مواجهة كبرى فبعد توقف الحرب مؤقتًا في غزة وعودة المبادرات الدولية للواجهة بات واضحًا أن هناك سباقًا نحو حرب أوسع تستهدف إيران عبر العقوبات والتحركات العسكرية الأميركية والغربية . .

 وهذا يعني أن اليمن لن يكون خارج المعادلة بل قد يكون إحدى ساحاتها الساخنة إذا استمرت الأوضاع كما هي . .

لكن مأساة اليمن لم تعد في الخارج وحده بل في الداخل أولًا فالمكونات اليمنية المختلفة غرقت في صراعاتها الضيقة وتحوّلت إلى أدوات في يد قوى إقليمية ودولية . .

 بعضهم يتكئ على طهران وبعضهم على الرياض أو أبوظبي أو حتى واشنطن ولندن حتى فقدت هذه القوى صلتها الحقيقية بالناس وباتت تحارب وتساوم لخدمة مصالح غير يمنية أكثر مما تخدم وطنها .

لقد صار اليمنيون وقودًا لصراعات الآخرين بينما النخب السياسية والعسكرية مشغولة بتقاسم الغنائم والولاءات الخارجية في وقت ينهار فيه الاقتصاد ويجوع الشعب وتنهار مؤسسات الدولة .

 فكيف يمكن لبلد أن يواجه المخاطر القادمة وهو غارق في لعبة الوكالات والارتهان؟؟

الخطر الأكبر أن كل طرف يتوهم أنه رابح في معركة النفوذ بينما الحقيقة أن لا غالب بين اليمنيين إلا الخراب والدمار والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط الذي فقد ثقته بالجميع .

 لقد صار واضحًا أن استمرار هذه السياسات سيجعل اليمن ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية وسيجرنا إلى مواجهة لا نملك قرارها ولا نملك حتى القدرة على دفع ثمنها . .

المعادلات تغيرت ولم يعد مقبولًا أن يغامر أي طرف بمستقبل اليمن من أجل مكاسب ضيقة أو لإرضاء حليف خارجي فالخارج لا يهمه سوى مصالحه وأمنه البحري والنفطي . . 

أما الدم اليمني فلا يساوي عنده شيئًا اليمن بحاجة إلى سياسة وطنية صادقة تقطع الحبل السري مع التبعية وتجعل حماية المواطن فوق أي اعتبار . .

إن اللحظة مصيرية إمّا أن نستيقظ من وهم الوكالات ونفك الارتباط بالخارج ونلتفت إلى الداخل لإعادة بناء الدولة وتوحيد الصف الوطني  .

وإما أن نستمر كأدوات في أيدي الآخرين حتى يبتلعنا حريق الحرب القادمة ونصبح مجرد خبر عابر في نشرات العالم الخيار ما زال في أيدينا واليمن ما زال يستحق أن يوضع أولًا . . .

* سفير بوزارة الخارجية