Logo

مهزلة لم تحدث في أيّة مبادرة في التاريخ!

 مبادرة ترمب خطة لاجتثاث المشروع الوطني الفلسطيني بِرُمّتِه!
المبادرة بكل سوئها هي نتيجة مباشرة للخذلان العربي لغزة
والقبول ببنودها كما هي صفعة لشعوب ودول العالم المناصرة للشعب الفلسطيني ووأد لكل ما أنجزه الدم الفلسطيني خلال عقود وخصوصاً العامين الماضيين
أخطر ما في مبادرة ترمب أنها وأد لمشروع الدولة الفلسطينية وأنها تشرّع لانتداب دولي على غزة وتفصل بين الضفة وغزة 
كما أنها تؤكد استمرار وسيطرة الكيان العسكري والأمني على غزة بمعنى استمرار الضرب والحرب إذا أراد الكيان ذلك في أي وقت! فلا يوجد أي توقيت واضح ومُلزم لأي بند!
لم تعد القضية الآن سلاح غزة ورد حماس على مبادرة ترمب! 
الرد على المبادرة ببنودها الخطيرة يجب أن يكون من كل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها فتح أو منظمة التحرير بأطيافها وحماس وأخواتها! .. الآن وليس غداً!
والمفروض وقوف ودعم الدول العربية ولو في حده الأدنى في هذه اللحظة للطيف السياسي الفلسطيني الذي سيعلن قبوله أو رفضه للمبادرة خلال ساعات!
يريد ترمب رداً سريعاً بينما يقف النّتِن بمسدسه مثل رئيس عصابة مُهدِّداً مستعجلاً رد غزة وإلا فإنه سيقوم بنسف رأسها .. بل رأس فلسطين كما يظن هذا الأحمق!
أحد طرفي المبادرة يهدد الطرف الآخر ويستعجله بالموافقة وإلاّ فسينسف رأسه!
هذه مهزلة لم تحدث في أيّة مبادرة في التاريخ!
أي مبادرة هذه تحت التهديد وأي تفاوض تحت الوعيد!

أصعب لحظة تعيشها حماس في تاريخها!
إذا وقّعَتْ على خطة ترمب فإنها تُوقِّع على نهايتها 
وإذا رفضَتْ فسيتم تحميلها عواقب هذا الرفض!
كانت اسرائيل تهوي منبوذةً محاصرةً من العالم كله
فأنقذها ترمب وبعض العرب بإعلان خطة ترمب!
وكأن الخطة صفعة قوية للعالم الذي يقف مع غزة وفلسطين!
رغم أن هذه الخطة التي تم إعلانها قبل ساعات ليست تماماً تلك التي اتفق ترمب على أهم بنودها مع زعماء عرب ومسلمين في اجتماعه الشهير قبل أيام!
فقد تم استدعاء النّتِن ليعدّلها كما يريد في اجتماعٍ سري طال لست ساعات مع كوشنر صهر ترمب قبل إعلانها مباشرة
وهكذا كذب ترمب والنّتِن على العرب والمسلمين والعالم بأنها الخطة الأصلية!
أهم تعديلات قام بها النّتِن أنه ربط بين انسحابه التدريجي من غزة والتأكد من نزع سلاح حماس! 
والأخطر أن له الهيمنة عسكرياً وأمنياً على غزة طوال فترة الخطة التي قد تستمر لسنوات!
حماس بين خيارَي القبول والرفض يشبه تخييرك بين أن تنتحر أو يتم قتلُك!
وإذن .. ما الحل؟ ما بداية الطريق إلى الخروج بأقل الخسائر؟
بداية الطريق أن تُقنع حماس العرب ودول إسلامية من المجتمعين معها هذه اللحظة بضرورة تعديل بنود الخطة! على الأقل ضرورة إلغاء تعديلات النّتِن!
وربما تكون إضافة تركيا لوفد الوساطة لدى حماس قبل قليل مفيدةً في التأثير على ترمب!
وفي كل الأحوال، يجب الحفاظ على زخم تضامن العالم مع غزة وتعظيمه وألاّ يتبدد بكذبة أو خطة ترمب والنّتِن!
سأختم بدعاء هو في رأيي أعظم مقولة في التكتيك السياسي يقول:
اللهم إنّا لا نسألُك ردّ القضاء .. ولكنْ نسألُك اللطفَ فيه!