يا رجال العالم احتشموا

أظرف وأحدث معركة بين الرجال والنساء هي معركة Man" spreading" التي ظهرت مؤخرا في اسبانيا وكندا والولايات المتحدة.

والمقصود ب "man spreading" هو جلوس الرجل مفتوح الساقين في المواصلات العامة بحيث يحتل أكثر من كرسي، ويزاحم الجالس بجانبه خاصة لو كان أنثى

أثارت مجموعة من المنتميات للموجة النسوية الثالثة هذه القضية كاعتداء على خصوصية المرأة في الأماكن العامه. ونجحت نجاحا كبيرا في استصدار تشريعات تحظر الجلوس،مفتوح الساقين في المواصلات العامة.
ترى النسويات أن فتح الساقين هدفه السيطرة الذكورية على المكان من أجل اضعاف الانثى وسلب حقوقها!
لكن القضية لم تتوقف هنا.
احتج الرجال احتجاجا شديدا على هذا وقالوا ان هناك أسبابا "طبيعية" تجبر الرجل على الجلوس مفتوح الساقين (الخصيتين).
وقالوا أن المرأة هي المتهم الأكبر في حجز اكثر من كرسي في المواصلات العامة (كرسي لها وكرسي لحقائبها).
وفي مواجهة مصطلح "man spreading" اخترع الرجال الغاضبون مصطلح "shebaging" والمقصود به (هي تحجز الكراسي لحقائبها).
نقلت النسويات المعركة خطوة أكبر.
فبعد أن كان الاحتجاج على فتح الساقين في المواصلات العامة في حالة وجود ازدحام في الكراسي، صار الرفض لفتح الساقين حتى لو كان القطار أو الباص فارغا وهناك متسع للجلوس على أكثر من كرسي.
بدأت النساء حملة "أمر بالمعروف ونهي عن المنكر" ضد "فاتحي الساقين" عن طريق تصويرهم ونشر صورهم على مواقع الاعلام الاجتماعي. كان أحد الضحايا النجم الهوليودي "توم هانكس" الذي دافع عن نفسه قائلا: " أيها الأغبياء، القطار كان شبه فارغ!"
حولت هيلاري كلينتون قضية فتح الساقين إلى قضية عامة في كل لقاء نسائي-رجالي عندما اعترضت على وضعية جلوس الرئيس الروسي بوتين مفتوح الساقين والذراعين في آخر لقاء بينهما.
ورغم أن كل واحد منهما كان على كرسي كبير ومستقل بفاصل مترين على الأقل إلا أنها اعتبرت طريقة جلوسه محاولة لإبراز هيمنته الذكورية من أجل إضعاف موقفها!
يبدو أن المرأة في طريقها إلى فرض معايير احتشام رجالية، وفرض قواعد "عفة" على الرجال.
من الناحية الاجتماعية ترتبط السيطرة بإشارات جسدية مثل نشر الجسد والجلوس على مساحة أوسع. وتعتبر النساء أن الرجل يكون أكثر جاذبية عندما يأخذ وضعية جسد مفتوحة ومتسعة.
لهذا ترى بعض النساء أن فتح الساقين سلوك مستفز يراد به إبراز الجاذبية والقوة الرجولية، ولا أستبعد أن يطالبن بمنعه "درءا للفتنه".
الطريف في الأمر أن الرجال ظلوا آلاف السنين يحتكرون صياغة التشريعات التي تنظم جسد المرأة ولبسها وطريقة كلامها.
وطبيعي أن ينفجروا من الغضب عندما تبدأ المرأة برد الصاع لهم وسن تشريعات تقيد أجسادهم وطريقة جلوسهم وكلامهم.
وإذا غضب الرجال كل هذا الغضب بسبب تشريع واحد حول فتح الساقين، فعليهم أن يتخيلوا وضع المرأة المقيدة بعشرات القيود التي تحدد حتى طريقة مشيها ووقوفها وكلامها.
لحظة الانتقام النسائي حانت... فيا رجال العالم احتشموا!