Logo

لعنة الانكسار اليمني: حين يسجن الرئيس في فرنسا ويسجن الوطن في اليمن

 بينما يقف رئيس دولة كفرنسا — نيكولا ساركوزي — خلف القضبان بتهمة الرشوة والتلاعب بالانتخابات، في مشهد يجسد هيبة القانون وكرامة الأمة، نجد في اليمن مشهدا مناقضا حد القهر، 
هنا، لا يساق الفاسد إلى السجن، بل يرفع فوق الأكتاف، لا يحاكم الخائن، بل يمنح الأوسمة، لا يسأل الحاكم عن خيانته، بل يطاع حتى الموت!.
في اليمن، أصبح رفع علم الوطن تهمة، ورفع علم الدول الأخرى بطولة، صار الولاء للخارج شرفا، والانتماء للأرض لعنة، يقتل اليمني لأنه يصرخ “اليمن أولا”، بينما يكرم من يهتف بحياة زعيم في عاصمة أجنبية لا يعرفها حتى الجوعى الذين يموتون على رصيفها!.
شعب في المنفى، ووطن في الأسر
تحولت اليمن من مهد الحضارة إلى مسرح للعمالة، ومن أرض السيادة إلى حديقة خلفية تتقاسمها العواصم الطامعة، أبناء البلد يعيشون على الهامش، فيما يعيش من يدعون تمثيلهم في القصور، 
كل فريق سياسي باع ما تبقى من شرفه في سوق المصالح، وعلق علم سيده على صدره كوسام ذل، لا كرمز نصر..
اللعنة ليست لعنة السماء، بل لعنة الخضوع، حين صمت الشعب عن إهانة علمه، حين بارك الزعيم المتخم جوع أبناء وطنه، حين باتت السيادة رأيا سياسيا لا حقا مقدسا، هنا بدأ الانحدار..
في فرنسا يسجن الرئيس، وفي اليمن يسجن الوطن
الفرق بيننا وبينهم ليس في الدين ولا في القدر، بل في إرادة الشعوب، هناك، يحاكم الرئيس لأنه خالف القانون، وهنا، يسحق القانون لأن الرئيس فوقه، هناك، المواطن خط أحمر، وهنا، المواطن ورقة محروقة!.
نحن في بلدٍ انقلبت فيه الموازين: السارق مصلح، والخائن وطني، والمخلص خائن، بلد تكتب فيه البيانات باسم “المصلحة الوطنية” وهي تدار بأموال الخارج، بلدتختزل فيه الوطنية في صورة زعيم يوزع الظلام والفقر والجوع ويطلب الموتى في المقابل..
يا شعب اليمن.. آن لك أن تغضب
كفى نحيبا وصمتا، لا أحد سينقذ اليمن إلا أهلها، لا الأمم المتحدة، ولا التحالفات، ولا السماسرة الذين يتحدثون باسمك في العواصم، لا خلاص إلا حين ترفع علمك دون خوف، وحين ترفض أن يدار وطنك بالريموت من الخارج..
آن لليمني أن يقول: “كفى عبودية للأوهام”، آن لليمن أن يعود وطنا، لا ساحة صراع بين الوكلاء، آن لهذا الشعب أن يدرك أن الفقر ليس قدرا، بل نتيجة خيانة، متواصلة.؟