وريثيات .. دولة لدعس الشعب واهانته
في معظم بلدان العالم يتم اختيار أفضل الكوادر وأكثرها كفاءة وأخلاقاً للعمل في المؤسسات الحكومية لا سيما تلك التي تتعامل باحتكاك مباشر مع المواطنين فَهُم واجهة الدولة ومؤشر على جودة حكمها وفي بلادنا ..
نسير على عكس هذا المنطق تماماً حيث يتم اختيار وتوظيف أسوأ الكفاءات والأشخاص سيئي السمعة ومَن لا يملكون الحد الأدنى من الأخلاق والمهنية في الأجهزة التي يفترض أن تخدم الجمهور..
بل يتم وضع هؤلاء الأفراد الذين لا يليقون بالمنصب العام في الصفوف الأمامية لمواجهة المواطن والتعامل معه بشكل يومي ومباشر وهذا التوجه لا يمثل فشلاً إدارياً فحسب بل هو تعبير عن استخفاف ممنهج بالمواطن وكرامته ..
حكومة صنعاء تظن بأن اختيار هذه النوعية من الأفراد يضمن فرض الخوف والرعب ظناً من القائمين على هذا التوظيف أنه يحقق نجاحاً في السيطرة لكن الحقيقة والمنطق عكس ذلك تماماً..
فهؤلاء الكوادر المشوهة أخلاقياً يمثلون صورة مشينة ومسيئة لأي دولة أو حكومة تسعى لبناء الثقة لانهم يمثلون المسمار الأخير والكبير في نعش الدولة والحكومة..
وهذه الافكار ليست سوى مشروع تخريبي يهدف إلى إسقاط هيبة المؤسسات الحكومية وإضعافها من الداخل وأصحابها يقصدون ذلك ويعملون عليه ..
إن هذا المسار الخطير يؤدي حتماً إلى تآكل الحاضنة الشعبية يوماً بعد يوم، ويزيد من السخط العام والنفور من المؤسسة الحاكمة. فهل من سبيل لإسقاط هذا المشروع التخريبي وإعادة بناء المؤسسات على أساس الكفاءة والأخلاق؟
هل تدركون أن استمرار هذا التوجه ليس في صالحكم إطلاقاً وأن الثمن هو فقدان الشعبية بالكامل ؟
وهل تعرفون ان هذه القرارات هي التي ستحدد مستقبل العلاقة بين المواطن والدولة ويجب ألا يغيب عن صناع القرار أن إصلاح الأداء هو أفضل استثمار في الاستقرار ؟
وهل تعرفون ان الدول تصنع بالقيم وتهدم بالفوضى الأخلاقية والإدارية وان ما يحدث ليس مجرد خطأ توظيف عابر بل هو مشروع هدّام مقصود من قبل الذين يقفون وراءه لضرب أسس الدولة الرشيدة وانه يعمل كـمسمار مُثبَت في نعش الثقة المؤسسية ؟
وهل سيتحقق حلم المواطن بدولة تحميه وتنقذه ام أن أصحاب هذه الافكار نجحوا في مساعيهم لتخريب الدولة وتحويلها إلى دولة لدعس الشعب واهانته؟
وهل وصلت الرسالة أم أن إصراركم على هذا الطريق سيثبت أنكم تعملون بوعي أو بغير وعي على تقويض دولتكم بأيديكم ؟