Logo

المشهد اليمني على إيقاع مباحثات مرتقبة

 تحدَّثت مصادر قَبل أيَّام عن مباحثات مزمعة في سلطنة عُمان حَوْلَ الملف اليمني، ومع مضي أكثر من (10) أيَّام لم نشهدْ شيئًا. 

والحقيقة أنَّ القضيَّة اليمنيَّة وما يكتنفها من تعقيدات مع وجود أطراف دوليَّة وأخرى داخليَّة، وتشابك الأوضاع على الساحة اليمنيَّة، تستدعي قدرًا كبيرًا من النيَّات الحسنة والثقة المتبادلة، وتقديم ما يُمكِن من تنازلات لإصلاح الحالة اليمنيَّة، وتوفير حياة كريمة للشَّعب اليمني.

المباحثات كان يزمع أن يشارك بها المبعوث الأُممي لليمن وتفتح مجددًا ملفات المرحلة الثانية من خريطة الطريق للسلام؛ لتسريع الجوانب الإنسانيَّة، وتهيئة وإصلاح البنى الأساسيَّة في عددٍ من المحافظات، وتشغيل مطار صنعاء والموانئ بشكلٍ روتيني مطَّرد وقضيَّة الرواتب، 

بالإضافة إلى مناقشة ملف موظَّفي الأُمم المتحدة الَّذين تحتجزهم صنعاء بحجَّة نقل معلومات ومواقع حسَّاسة سهَّلت الاستهداف والضربات الَّتي تعرَّض لها اليمن مؤخرًا. ولكن يبدو أنَّ بعض الصعوبات الَّتي تكتنف الموقف بشكلٍ عام أجَّلت أو عطَّلت تلك المباحثات،

 لكن في نهاية المطاف لا بُدَّ من الحوار والتفاوض بَيْنَ مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى آليَّة تَضْمن استمرار الهدنة الَّتي يُمكِن أن تنتهيَ في أيِّ وقت في حال لم يحدثْ أيُّ تغيير إيجابي على الساحة اليمنيَّة.

اليوم من المُهمِّ المسارعة في التباحث حَوْلَ تلك الأوضاع، وحسم ملفات المرحلة الثانية الَّتي تعرضت للتباطؤ رُبَّما بسبب ارتباط اليمن بملفات إقليميَّة ودوليَّة، وخصوصًا معركة إسناد غزَّة خلال العامين الماضيين،

 وبالتَّالي باتَ على جميع الأطراف المسارعة من أجل تسهيل كُلِّ المسارات للانتقال إلى الملف الأصعب في المرحلة الثالثة والأخيرة المتعلقة بالملف السياسي الَّتي أعتقد أنَّها بحاجة إلى تقديم تنازلات تفضي إلى تفاهمات بضمانات دوليَّة؛ لإنهاء هذه الحالة الَّتي يشهدها اليمن منذ عام 2011، 

ولِكَيْ يعيشَ الشَّعب اليمني في حالة من الاستقرار والازدهار، ونسأل الله التوفيق والسَّداد للأشقاء في اليمن لتجاوز هذه الأزمة، والله ولي التوفيق والسداد.

* إعلامي وكاتب عُماني
khamisalqutaiti@gmail.com