Logo

صمت السلاح وضجيج الإعلام هل يسبق المعركة القادمة

 يشهد اليمن منذ اكثر من عقد من الزمن وضعا بالغ التعقيد نتيجة تداخل الحرب الداخلية مع التدخلات الاقليمية وتعدد مراكز النفوذ حيث لم تعد الازمة محصورة في المواجهة مع الحوثيين بل امتدت الى داخل معسكر القوى المناهضة لهم.. 

ولا سيما في الجنوب الذي تحول الى ساحة صراع سياسي وامني بين اطراف محلية مدعومة خارجيا وهو ما فاقم الانقسام الداخلي واضعف مؤسسات الدولة وقضى على اي افق واضح لمسار وطني جامع قادر على استعادة الاستقرار ووحدة القرار السياسي..

تابعت  ما طرحه الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط  وما عكسه خطاب وسائل الاعلام السعودية وعدد من الكتاب والمغردين السعوديين البارزين..

  لاحظت تصاعد الانتقادات الموجهة الى الاجراءات التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات في الجنوب..

 وفي المقابل يظهر الخطاب الصادر عن اعلاميين وناشطين محسوبين على الانتقالي يهاجمون  السعودية بشكل غير مباشر ويتجنبون المواجهة العلنية..

 مع التشديد على ان ما قام به الانتقالي مشروع ويمثل ارادة جنوبية خالصة مع رفض اي تدخل خارجي وهو ما يشكل مؤشرا واضحا على وجود خلاف حقيقي بين السعودية والامارات حول ادارة الملف اليمني ومستقبل الجنوب ويتجاوز كونه اختلافا تكتيكيا الى تباين في الرؤى والمصالح..

ان استمرار هذا الصراع غير المعلن بين حلفاء الامس ينذر بمخاطر جسيمة لا تقتصر على اليمن وحده بل تمتد الى امن واستقرار المنطقة بأكملها.. 

حيث ان تعميق الانقسام في الجنوب وغياب التفاهم الاقليمي سيفتح الباب امام مزيد من الفوضى وتعدد الكيانات المسلحة ..

ويمنح قوى اقليمية ودولية اخرى فرصة استثمار هذا الشرخ بما قد يحول اليمن الى بؤرة صراع دائم ويهدد الممرات البحرية الحيوية ويطيل امد الحرب ويبدد فرص السلام ويقود الى كارثة استراتيجية تطال شعوب المنطقة كافة..

* سفير بوزارة الخارجية