Logo

اسمعوا كلام الكبار

 يجب على كل يمني - شمالاً وجنوباً - التمسك بثوابت الجمهورية والوحدة، والدولة.
أسيء لجمهوريتنا في الشمال، ولوحدتنا في الجنوب، وظن البعض أنه يمكن أن ينتصر على الإمامة الجديدة مقابل تقسيم اليمن، وظن آخرون أنه يمكن الانتصار للوحدة بالتحالف مع الإمامة، وكل ذلك وهم.
الإمامة مشروع تقسيم، والتقسيم مشروع تمكين للإمامة، ولم تتحقق الوحدة اليمنية إلا بعد تجسيد واحدية الثورة اليمنية للتخلص من الإمامة والاستعمار، واليوم يلزمنا جميعاً  التوحد لصد مشاريع الإمامة والتقسيم، دفاعاً عن الجمهورية والوحدة.
واهمٌ من يظن أن أي طرف خارجي يسعى لتقسيم اليمن، أنه إنما يسعى لأجل أن يمنحه استقلالاً . المسألة واضحة، والحرب هي للسيطرة على سواحلنا وجزرنا وعلى الممرات الدولية،  وعلينا ألا نكون مع هذا المشروع الخطير.
إن محاولات  تقسيم اليمن لا تأتي لمنح الجنوب استقلاله، بل من أجل إضعاف اليمن - شمالاً وجنوباً - لتستمر الهيمنة عليه، وإن فرض التقسيم في عدن بحجة محاربة الإرهاب مغالطة مفضوحة، تشبه فرض الإمامة  في صنعاء بحجة محاربة الدواعش.
سئمنا من هذه الاسطوانات المشروخة…كل من له هدف خبيث في بلادنا رفع شعار محاربة الإرهاب.
اليمنيون ليسوا أغبياء، والصورة لم تكن أوضح مما هي عليه اليوم.
في الأحداث الجارية اليوم شرق البلاد يجب على كل اليمنيين - وفي مقدمتهم المتواجدون في وظائف عامة - الالتزام بتعليمات قيادة البلاد، وهذا هو الموقف السليم الذي يفرضه علينا الدين والدستور والقانون، كما أن هذا الموقف منسجم مع تطلعات الغالبية العظمى من اليمنيين، حول ثوابت الجمهورية والوحدة، والدولة.
ما يزال في أيدي الإخوة فيّ المجلس الانتقالي  سحب صاعق حرب مقبلة، لا أحد يريدها، بعد معاناة أكثر من عقدين من الحرب، منذ تمرد الحوثيين في 2004، على الدولة اليمنية.
نريد قوة الانتقالي، ولا نريد أن نخسرها، ونريد أن تتصدر المحافظات الجنوبية والشرقية المرحلة، وأن تعيد صياغة المعادلة، وأن تكون رأس حربة في تصويب الأخطاء، وتعديل المسار، لا أن يقودها أحد إلى حرب لا يريدها لا اليمنيون ولا السعوديون، ولا أحد.
وللأشقاء في السعودية: حكمت الجغرافيا علينا وعليكم، بالمصير المشترك، وقد صبرتم صبر الجمال، وصبرنا مثلكم، ولعلها كما قال القائل: اشتدي أزمة تنفرجي.
أما الإخوة في الإمارات: فقد أعلنتم خروجكم من التحالف منذ سنوات،  فلا معنى لتواجدكم في اليمن، بعد أن أعلنتم أنتم الخروج من التحالف، قبل أن يطلب منكم اليمن ذلك.
وللإخوة في الإمارات: كفوا بعض مغرديكم عن شق الصف، وصب الزيت على النار، وأفسحوا المجال لمدرسة زايد في التناول والمعالجات.
أخيراً: قد لا يكون ما جرى شرق اليمن أزمة، قدر ما هو فرصة للمراجعة. الكل أخطأ، والكل ينبغي أن يراجع خطأه. وبين أن يكون ما جرى أزمة تقود لحرب - لا سمح الله - أو فرصة تؤدي لاتفاق- بإذن الله- بين الأزمة والفرصة شعرة دقيقة، لا يدركها إلا العقلاء، وهم كثيرون، إذا أتيحت لهم الفرصة، وأصغت لهم الآذان والقلوب.
يقول زهير بن أبي سلمى:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ
وما هو عنها بالحديث المُرجّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضرمِ
ويقول حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "لقد أكدت السنوات الماضية على أهمية الوحدة باعتبارها ضرورة حيوية لتوفير حياة أفضل للشعب، ولضمان الاستقرار في البلاد،"
اسمعوا كلام الكبار، لن تندموا…
فما تاهت بنا السبل إلا بعد أن ضيعنا الوصايا، وخالفنا التقاليد.